إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 31 أغسطس 2012

الإنسان أساس التغير (1)

كيف نتغير ؟؟
من خلال : التغير الثقافي
الثقافة : تعني :
تلك المعايير التي تشكل نظام العقل و السلوك في المجتمع و لدى الجماعة ، و هي التي تحدد  نظرة الفرد و الجماعة لنفسها و لغيرها ( أي الآخرين ) و العالم من حولها ، و من ثم تحدد طبيعة و شكل  السلوك ( القيم ) .
أذن الثقافة هي معايير للعقل و السلوك ( القيم ) .
الثقافة تضفي معنى للحياة التي لا معنى لها بدون هذه المعايير
الثقافة هي الإجابة على سؤال الغاية من الوجود .
بمعنى الإجابة عن كيف ؟ و لماذا ؟ و إلى أين ؟
 ·    الثقافة ُ (Culture) هي الإطارُ الذهنيُّ والنفسيُّ (مفاهيم وقيم) الذي يدرِكُ من خلالِه الناسُ محيطـَهم وثم يسلكون وفقا لهذا الإدراكِ ليؤثروا في هذا المحيط . هي وسيط ٌ ثنائيُ الاتجاهِ بين الشخص ِ ومحيطِه (يتأثر ويؤثر).
·    العلاقة ُ بين المحيطِ والثقافةِ هي علاقة ٌ ديالكتيكية ٌ. في الوقت الذي يتغير فيها العالم باستمرار تميلُ الثقافة  إلى الثباتِ أمامَ هذا التغيرِ لتصبحَ أحيانا نوعا من الحاجزِ الذي يحجبُ المرءَ عن إدراكِ العالم وتحولاتِه ويفصلُ بين الفكرِ والموضوع، وهذا ما يصعب التفاهم بين الثقافات لأن كل طرف يرى العالم من خلال عدسات ثقافته.
الانتماء الوطني والانتماء القبلي في المجتمعات الفردية والجماعية:
الإنسان كائن اجتماعي. حاجته للانتماء ليست نفسية ً فحسب بل بقائية و وجودية . مجموعة ُ الانتماء تختلف من فترة لأخرى أو من مجتمع لآخر.
الاختلافُ بين المجتمعِ الفردي والمجتمعِ الجماعي يكمن  في مجموعة الانتماء: انتماءٌ وولاء للدولة القومية في المجتمع الفردي أو انتماءٌ وولاء للحمولةِ أو القبيلة في المجتمع الجماعي. في هذا الإطار  نشيرإلى بعض الملاحظات:
1 -  ليس من الصوابِ النظرُ إلى الانتماءِ القبلي على أنه متخلفٌ بالمقارنة مع الانتماء الوطني. إنما هو بديلٌ صحيحٌ في غيابِ دولةِ المواطنين. أما عندما توجدُ دولة ُ المواطنين فبطبيعةِ الحالِ تتراجع هذه الانتماءات القبلية.
تطورُ الهويةِ القوميةِ وتراجعُ الانتماءاتِ القبليةِ يحصلُ بموازاةٍ مع تحركِ الدولةِ القوميةِ نحو دولة المواطنين.
 2-  في غيابِ جوابٍ وطنيٍ أو قوميٍ لحاجاتِ الناس البقائيةِ لا يمكنُ إلغاءَ الانتماءاتِ الجماعية والقبلية بل يجب تفهمُها وفهمُ دورِها السوسيولوجي.

التحديات التي تواجه التغير الثقافي  نوجزها في الجوانب التالية :
1-     التبعية الاقتصادية و السياسية و الثقافية التي تضعف الإبداع الثقافي و العطاء العلمي .
2-    ظاهرة " السلطوية " التي لا تشجع و لا تساعد على تنمية روح الخلق و الإبداع . فالبناء الاجتماعي السلطوي يقدس القوة و الثروة و يضعف أخلاقيات المعرفة و الثقافة .
3-   الإغراق في الخصوصية و التقديس الاختزالي للتراث  ، أي التركيز على محاكاة الماضي دون الاهتمام الحقيقي بالمستقبل .
4-      الخوف ، الإنسان الخائف لا يمكن أن يكون منتميا لأي شئ ، إذ أنه مشغول بذاته و غير فاعل .
5-      المبالغة في تضخيم الذات على جميع المستويات : مجتمع ، جماعة ، فرد  أو حتى رأي.
6-      غياب سياسات رشيدة يضمن تأصيل القيم و الأطر المؤسسية الداعمة للمجتمع المعاصر.
7-     عدم وجود نظم فعالة للابتكار و إنتاج المعارف .
8-     تعطيل القوانين التي تضمن للفرد حقه في المعرفة و في حرية الفكر و التعبير و الرأي .
9-   ضعف الصفوة السياسية على اختلاف مصادر شرعيتها أو أيديولوجياتها و موقعها من السلطة : صاحبة لها أو معارضة ، فغالبا ما تكون محافظة إلى درجة الجمود بغض النظر عن خطابها المعلن الذي يدعو إلى التغيير و التطوير و الإصلاح .
10-     ضعف النظام التعليمي و عدم استيعاب التكنولوجيا المعاصرة ، لا توجد فلسفة تربوية تعليمية شاملة تحدد لماذا نتعلم ؟ و ماذا نتعلم ؟ و كيف نتعلم ؟
كيف نتغير ، و ما هي الوسائل ؟ و إلى أين نتجه ؟ أسئلة الإجابة عليها تضع السائل  في إشكالية جدلية .. و مع ذلك .. إن حاولنا أن نكون موضوعيين  يمكن أن ننظر إلى هذه  الإشكالية من خلال مستويين  المستوى الفردي و المستوى المجتمعي .. وكل مستوى يتطلب آليات معينة لتحقيق التغير المنشود . فعلى المستوى الفردي لدينا مسارين : مسار المشاركة و الثاني مسار التنمية الإنسانية . أما على المستوى المجتمعي لدين مسارين مسار المبادرات الخارجية و مسار المبادرات الداخلية .
أولا : مسار الديمقراطية ( المشاركة ):
إن التحول إلى الديمقراطية يحتاج إلى سنوات طويلة و لا يمكن لقرار داخلي أو  خارجي أن يحول المجتمع بين ليلة و ضحاها . فإذا كانت الدولة  المعنية جادة في هذا المضمار ، لبدأت حوارا جادا و مسؤولا و شجاعا من أجل الاتجاه نحو العملية الديمقراطية بشكل تدريجي و دون إحداث هزات قد يكون لها آثار سلبية .
التدرج من خلال :
* نشر الوعي الديموقراطي
* تدريس الديمقراطية و حقوق الإنسان
*  التعريف بمؤسسات المجتمع المدني و تفعيل دورها
* إطلاق حرية التعبير ( و يمكن وضع ضوابط )
فالديموقراطية لا تقتصر على آلية الانتخاب و لا تداول السلطة فقط ، و إنما على :
* الشرعية الدستورية  
* صيانة الحريات العامة
* استقلال القضاء
* ضمان هيبة القانون
هل تتوفر هذه المقومات و تطبق في الوطن العربي ؟؟
يبدو واضحا أن هناك دول تحولت إلى الديموقراطية و لكن رؤساءها المنتخبين فصلوا الدساتير على مقاسهم لضمان حكمهم و من معهم لأطول ممكنة .
و هناك دول أخرى الدساتير فيها معطلة و تحكم بقوانين الطوارئ .
و هناك دول ليس فيها تداول حقيقي للسلطة ، الرؤساء  المنتخبون هم رؤساء مدى الحياة ،  أو ضمنوا إعادة انتخابهم .
و هناك دول ترفض الديمقراطية صراحة لأنها ( الديمقراطية ) تتنافى مع المعايير الوطنية  و الأعراف السائدة ، فهي دول تتمسك بتقاليدها السياسية .
ثانيا : مسار التنمية الإنسانية العربية :
تعرض تقرير التنمية الإنسانية العربية 2002 لأهم التحديات التنموية التي تواجه البلدان العربية في مطالع الألفية الثالثة ،  و تمثلت في نواقص ثلاثة :
 * الحرية
 * المعرفة
* تمكين المرأة
  و يكمل التقرير الثاني المسيرة بتحديد بناء مجتمع المعرفة كأحد أهم التحديات التي تواجه المجتمعات العربية . ويبدأ بتعريف مفهوم المعرفة و يبين أن مجتمع المعرفة  هو ذلك المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة و إنتاجها ، و توظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي : الاقتصاد ، و المجتمع المدني و السياسة ، و الحياة الخاصة ، وصولا للارتقاء بالحالة الإنسانية باطراد ، أي إقامة التنمية الإنسانية . فالمعرفة هي سبيل بلوغ الغايات الإنسانية الأخلاقية الأعلى : الحرية و العدالة والكرامة الإنسانية .
و عليه فان التغيير يتحقق من خلال توفر خمسة أركان :
1-     إطلاق حريات الرأي و التعبير و التنظيم و ضمانها بالحكم الصالح 
2-   النشر الكامل للتعليم ، راقي النوعية مع إبلاء عناية خاصة لطرفي المتصل التعليمي و للتعلم المستمر مدى الحياة .
3-     توطين العلم و بناء القدرة الذاتية في البحث و التطوير التقاني في جميع النشاطات المجتمعية 
4-     التحول نحو نمط إنتاج المعرفة في البنية الاجتماعية و الاقتصادية العربية
5-      تأسيس نموذج معرفي عربي عام ، أصيل ، منفتح و مستنير .
و يخلص التقرير إلى إن المعرفة تكاد تكون الفريضة الغائبة في أمة العرب الآن .  ومن أراد العزة لأمة العرب فليسهم مخلصا و مجتهدا  ، في إقامة مجتمع المعرفة في الوطن العربي.
ثالثا : مسار المبادرات الخارجية :
هناك عدة مبادرات مستوحاة من اتفاقات هلسنكي عام 1975  التي هدفت إلى تسهيل الإصلاحات  الداخلية في الاتحاد السوفيتي و أوروبا الشرقية ،  منها :
 *  المبادرة الأوربية فيما سمي باتفاق برشلونة   ( 1995 )  الذي يعطي دورا للاتحاد الأوروبي للتغيير في المنطقة سلميا  و ينتهي بمنطقه  تجارة  مع دول أوروبية حرة  بحلول عام 2010 م .
* توثيق العلاقة بين الدول الأوروبية و دول البحر المتوسط ، باعتبار منطقة الجنوب ستار خلفي و منطقة تنافس مع الولايات المتحدة .
*  المبادرة الأمريكية  لها جانبان : 
1-   عسكري : يحتل ، يضرب و يهدد ، و ينشئ قواعد ( أفغانستان ، العراق ، سوريا ، لبيبا  ، إيران ).
2-      جناح سياسي يتحدث عن الإصلاح و التطوير و التحديث و الديمقراطية.
 
      -    مبادرة الشرق الوسط الكبير :
·       أشار إليها ديك تشيني في يناير في منتدى دافوس
·    ثم  أعلن عنها باول في 9 فبراير في البحرين  بعد اجتماعه مع ملك البحرين  أعلن أن هناك خطة دولية لإجراء إصلاحات في المنطقة سيتم الإعلان عنها في شهر يونيو 2004 عند اجتماع الدول الصناعية الكبرى .
·       و أعلن  عنها بوش في خطاب الاتحاد  في يناير2004 (    نشرتها جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الجمعة 13 فبراير 2004 م ) .
أهداف المبادرة الرئيسية  :
1-    تشجيع الديمقراطية و الحكم الرشيد في المنطقة و ذلك من خلال  :
- دعم الانتخابات الحرة ( مساعدات تقنية ، تدريب كوادر على الصعيد البرلماني ، دعم    مشاركة المرأة في الانتخابات ).
- تطوير وسائل الإعلام
- مكافحة الفساد
- تشجيع إنشاء مؤسسات المجتمع المدني و دعم المنظمات غير الحكومية
2-    بناء مجتمع معرفي يتم عن :
-        تطوير التعليم الأساسي
-        إصلاح النظم و المناهج  التعليمية
-         محو الأمية
-        نشر تكنولوجيا الاتصال (  الحاسوب ، الإنترنت .. )
3-توسيع الفرص الاقتصادية و ذلك ب :
-        إنشاء صناديق مختلفة لتمويل المشاريع الصغيرة و المتوسطة
-        إنشاء بنك تنمية الشرق الأوسط الكبير لدعم الدول الساعية للإصلاح
-        دعم الشراكة من أجل نظام مالي أفضل
-         إنشاء منطقة حرة لتشجيع التبادل الإقليمي و المشاريع الإقليمية المشتركة
-         تسهيل انضمام دول الشرق الأوسط إلى منظمة التجارة العالمية .
إن ما يطرح في هذه المبادرة يثير حيرة المواطن العربي ، فمن ذا الذي يرفض دعوة للديمقراطية ؟
أو تحديث و تطوير التعليم ؟ أو تمكين المرأة و دعمها ؟  أو إقامة الدولة العصرية القائمة على العدالة و القانون  ؟أو التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ؟
وكما  يبدو أن التخوف و الشك في هذه المبادرة ينبع من أن العرب يواجهون ما يسمى بفلسفة الأوعية الفارغة ، الوعاء من الخارج مكتوب عليه : ديمقراطية إصلاح استقرار تنمية و من داخله ثقافة أمريكية و  وصاية على العقل العربي بكل مدخلاته  : التعليم و الدينو خطبه الجمعة و الإعلام المقروء و المرئي و الكتاب المدرسي و الجامعي  الخ .. .
رابعا : مسار المبادرات الداخلية :
أما إذا ما أردنا أن نقوم بالتغيير أن نقوم بالتغيير بأنفسنا كأمه عربية مسلمة ذات ثقافة  فإن ذلك يعني أن الخروج من دائرة التخلف و الجمود تحتاج إلى عقل جديد و ثقافة جديدة و فكر جديد، أي خطاب جديد يعبر عن هذا العقل و الفكر و الثقافة .
 فما العمل ؟ يمكن أن يتحقق ذلك من خلال عدة إجراءات منها :
1-     حتى نتغير لابد من المواجهة  أو التخلص من الأوهام الكبرى في الخطاب السياسي العربي وهي :  وهم السيادة  ، وهم المؤامرة ،  وهم السلطة ،  وهم التميز ، الخصوصية ، التفرد  ، و وهم الزعامة .
2-   دعم القيم المعززة و الباعثة على الفعل و الإبداع  في جميع قطاعات و مؤسسات المجتمع المرتبطة بالعلم و العمل و الإنتاج .
3-    تأكيد و تعزيز النزعة العقلانية في التفكير و التحليل و تأسيس التجريب كأساس على البرهنة العلمية وصولا إلى القوانين ( ابن خلدون ).
4-      مواجهه التبعية ( اقتصادية / سياسية / اجتماعية / ثقافية ) وصولا إلى الاستقلال الحق .
5-     تحديد رؤية جديدة لآلية العقل المنتج   كنموذج تصوري و ممارس عملي ( اليابان / الهند).
6-   أن يكون النقد الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي منطلقا من آلية اجتماعية / ثقافية متجددة قادرة على مجاراة و تقبل ثقافة العصر .
7-    أن ننظر إلى أنفسنا كعرب باعتبارنا أمة ضمن أمم و لسنا بأفضل .. أي رؤية العالم كما هو لا كما ينبغي أن يكون من زاوية محدودة ( ضيقة ).
8-      إبلاء أهمية للتعليم عند التخطيط للتنمية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية .
نخلص إلى القول بان التغيير اصبح ضرورة ملحة ، يجب ألا تتم بمعزل عن الشعوب و تطلعاتها و مؤسساتها و نظمها .
مع الآخذ في الاعتبار أن تخلف أو ضعف  النظم السياسية و الاجتماعية و الثقافية وفق ما ذكر في تقريري التنمية الإنسانية العربية و مشروع الشرق الأوسط الكبيرلا ترجع إلى عوامل داخلية فقط مرتبطة بالواقع العربي ، بل إن لها أسباب خارجية  سياسية و اقتصادية ساهمت في تحطيم البنية التحتية الاقتصادية و السياسية في الوطن العربي .
أذن نحن في حاجة إلى تغييرجذري يحدد العلاقات التي تربطنا بأنفسنا من جهة و بالعالم من جهة أخرى .
نحتاج إلى ردم أو تجسير الهوة بين الفكر و الواقع انطلاقا من نقد الفكر العربي ( الجابري ).
للخروج من دائرة التخلف و الجمود لابد من عقل جديد و ثقافة جديدة و فكر جديد .  خطاب جديد يعبر عن هذا العقل و الفكر و الثقافة .و يخلق المواطن المنتمي ، فالتنمية يمكن تحقيقها عن طريق الآخرين أو بمساعدتهم و لكن الانتماء لا يتحقق إلا من خلال الثقافة و التنمية لا تتحقق إلا من ثقافة مبدعة متغيرة .  
 
 
 
 
 
 
 
 
 

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

وجع قلب 1*

وتمر السنين ..  اليوم... ثلاثة أعوام مرت على رحيلك.. لله ما أصعبها و ما أمرها من سنين .. في هذة السنوات الثلاث تحققت كثير من أحلامك .. تحررت ليبيا .. إنتصر الشعب .. و عاد المنفيون .. و المغتربون .. و المهجرون قسراً .. دونك .. لم تفرح بالتحرير .. لم تر تراب الوطن .. لم تشبح النخيل .. لم تزر الفتحلية ..و لا صبراتة الأبية ..
وشكل مجلس إنتقالي و حكومة إنتقالية .. وتوّجت بانتخابات المجلس التأسيسي ..  وغلبت روح الوطنية على التوجهات الجهوية و القبلية الى حدٍ كبير.. و تحدث بعض رفاقك في المحطات الفضائية عن دور المعارضة الليبية خلال العقود الماضية ...  و ذكرك البعض كأحد المؤسسين في هذه التنظيمات الوطنية .. كلها أمور كنت تحلم بها و عملت من أجلها  لأكثر من ثلاثين عاماً .. شاركتك أحلامك و تغلبت على خوفي عليك بإيماني بالله  ..  و بثقتي فيك  ....فليبيا كانت معك .. في كل الأوقات .. و في جميع الأماكن ..فطريقك ينعطف إليها دون قصد   .
ومرت ذكرى وفاتك الثالثة بهدوء غريب ..  يسبق عاصفة الأحزان  التي لم تظهر إلا  متوارية في عيني إبنتنا ..  التي تحاول أن تخفي حزنها و ألمها عني ..  و تواري حزنها خلف إبتسامه .. تدري أنها تمس شغاف قلبي ..في الوقت الذي أحاول فيه أن أكتم حزني عنها .. إلا أن  قلب الأم و إحساسها يكشف كل مستور .. فهو من القلب الى القلب .. هو من النظرة إلى النظرة .. فألم و حزن نور عيني إبنتي لا يمكن إخفاؤه عني ..  مع إبتسامتها و محاولتها إخفاء حزنها ....هي صابره و محتسبه عند الله ...
و هكذا تتسرب السنين من عمرنا كرمل ناعم على منحدر .... فمازال صوتك في أذني ... مازلت أراك أمامي و أحس بك ...لم تفارقني لحظة  .. كل شيء يذكرني بك و فيك ..  فلك الرحمة و المغفرة من الله العلي القدير ... و لنا الصبر و الإحتساب و السلوان ... يا من وجدتني قبل أن أجدك ... و رحلت عني حين وجدتك .... و يا من لقيتني قبل أن ألقاك ... و رحلت سريعاً حين لقيتك ... يا من علمني الصبر .. و أمسى الصبر مراً بعدك ..

فاصلة أخيرة :السيرة الطيبة كشجرة النخيل.. لا تنمو سريعاً  .. لكنها تثمر رطباَ حلوا و  تعيش طويلاً.. و هكذا سيرتك ..
____________________________________________________________________
كتبت يوم الأربعاء 11/ 7 / 2012 *