إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 11 نوفمبر 2016

معلومات

أعجبني" منقول "
معلومات جميلة للمجموعة
*بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية* 
معلومات روعة:
1.
- صوت الهدهد: يسمى هدهدة
- صوت الصقر: يسمى غقغقة 
- صوت الدجاجة: يسمى نقنقة
- صوت الثعلب: يسمى ضباح
- صوت البقر: يسمى خوار
- صوت البغل: يسمى شحيح
- صوت الحصان: يسمى صهيل
- صوت الحمار يسمى نهيق
- صوت القرد: يسمى ضحك
- صوت الحمام: يسمى هديل
- صوت النعامة: يسمى زمار
- صوت النسر يسمى صفير
- صوت الجراد: يسمى صرير
- صوت الضفدع: يسمى نقيق
- صوت الحية: يسمى فحيح
- صوت الكلب: يسمى نباح
- صوت العنزة: يسمى ثغاء
- صوت الأرنب: يسمى ضغيب
- صوت الناقة: يسمى حنين
- صوت الأسد: يسمى زئير
- صوت النحلة يسمى طنين
- صوت العصفور: يسمى زقزقة
- صوت البلبل: يسمى تغريد
- صوت القط: يسمى مواء
- صوت الغزال يسمى سليل 
- صوت الفأر: يسمى نهيز
- صوت الغراب: يسمى نعيق
- صوت الذئب: يسمى عواء
- صوت الصرصار: يسمى عرير
- صوت البوم: يسمى نعيق

2.
*فاكهة التوت:*
كانت تعرف هذه الفاكهة عند العرب قديما باسم آخر هو: *(الفرصاد)*

3.
*من أسماء الأسد:*
أسامة - تيمور - حمزة - قنصوة - رستم - عباس - عتريس - سبع - همام - ليث - الأشهب - غضنفر.

4.
*من أسماء الفرس:*
عتيق - سابح - هيكل - جواد - حصان - الشهم - منج رد - الدعبوب.

5.
- أبن الأسد: يسمى الشبل 
- ابن الحصان: يسمى المهر
- ابن الحمار: يسمى الجحش
- ابن الكلب: يسمى الجرو
- ابن العنزة: يسمى الجدي
- ابن الفيل: يسمى الدغفل
- ابن الدب: يسمى الديسم
- ابن النعام: يسمى الرال
- ابن الشاة: يسمى الحمل
- ابن الناقة: يسمى الحوار
- ابن الارنب: يسمى الخرنق
- ابن الفأر: يسمى الدرص
- ابن الدجاج: يسمى الثقف
- ابن الثعلب: يسمى الهجرس
- ابن الذئب: يسمى الغلو
- ابن الضبع: يسمى الفرعل
- ابن البقرة: يسمى العجل
- ابن الصقر: يسمى الهيثم
- ابن الظبية: يسمى رشا

6.
يسمى *الموز*: (قاتل ابيه) *وسمي بهذا الاسم:*
لأن شجرة الموز عندما ينضج ثمرها تقلع، لتكبر إحدى الشجيرات الصغيرة من حولها.

7. تسمى
- انثى الجمل: ناقة
- انثى الحمار: أتان
- انثى الثور: بقرة
- انثى الديك: دجاجة
- انثى التيس: عنزة

8. يسمى
- بيت الجمل:  مراح
- بيت الحمار: حظيرة
- بيت الارنب: جحر
- بيت الأسد:  عرين
- بيت البغل: أسطبل
- بيت الثور:  زريبة
- بيت البوم:  عش
- بيت الحمام:  عش
- بيت الثعلب:  وجار
- بيت العنكبوت:  شباك
- بيت الفيل:  اجمة

9.
عرف الغرب الموز *عن طريق العرب*
الذين نقلو زراعته من *موطنه الأصلي في الهند،*
إلى الحوض البحر المتوسط وسموه
( بنانا ) اسوة بالعرب الذين اسموه: *بنان الموز* 

10.
*الشاهين :*
هو طائر يشبه الصقر وهو:
من الجوارح وياكل اللحم

11.
*الظبي :*
كان يعرف قديماً باسم: *(اليعفور)*

12.
*من أسماء السيف :*
الصمصام - البارقة - الذالق - المشمل - صفيحة - حسام - القشيب - المهند - اللهذام - القرضاب - المدجل

13.
عندما تتلون السماء قبيل غروب الشمس يسمى ذلك : *(الشفق)*

14.
كلمة *مهرجان* كلمة فارسية تتكون من شقين :
- الأول،، 
 (مهر ) ومعناه: المحبة ،
- والثاني،،
( جان ) ومعناه: روح ،
أي معناها هو :
*(روح المحبة)* 

15.
معنى *العنان* في اللغة العربية هو:
*(لجام الفرس)*

16. 
- صوت الريح يسمى: هزيز
- صوت الهواء يسمى: حفيف
- صوت الباكي يسمى: نحيب
- صوت النائم يسمى: غطيط
- صوت النار يسمى: حسيس
- صوت الأوتار يسمى: طنطنة
- صوت الباب يسمى: صرير
- صوت الماء يسمى: خرير
- صوت المدفع يسمى: دوي
- صوت الجرس يسمى: رنين

17.
- الجديدان: هما الليل والنهار
- الدائبان: هما الشمس والقمر
- الداران: هما الدنيا والآخرة
- الثقلان: هما الأنس والجن
- النقدان: هما الذهب والفضة
- الرافدان: هما دجلة والفرات
- الابيضان: هما اللبن والماء
- الاصفران: هما الذهب والزعفران
- الأمران: هما الفقر والهرم
- الخافقان: هما المشرق والمغرب
- الأصغران: هما القلب واللسان
- الأعميان: هما السيل والحريق
- الأصرمان: هما الليل والنهار
- الازهران: هما الشمس والقمر

18.
*من أسماء الليل :*
الصريم، والدامس، والسرمد، والساهر، والغاسق، والغيهب.

*ومن أسماء السنة :*
العام، الحجة، والحول،
والخريف، والعجوز.

*ومن أسماء المطر :*
القطر، والغيث، والوابل. 

19.
*ساعات النهار هي :*
الشروق ثم البكور ثم الغدوة ثم الضحى ثم الهاجر.....

منهج البنيوية/ رابطة السوسيولوجين

منهج البنيوية التكوينية


تأسست البنيوية التكوينية كمنهج نقدي ماركسي يستهدف تفسير كل إنتاج إنساني، في إعتماد على تحليل البنيات على يد الناقد الفرنسي الروماني الأصل لوسيان غولدمان 1970/1913 وفق تصور فكري وفلسفي يؤمن بوجود تأثير للمعطيات الإجتماعية في الواقع على الإنتاج الأدبي ومن ضمنه جنس الرواية التي إهتم بها في هذا الإطار النظري ليس فقط هذا الناقد الذي نحن بصدده بل وأستاذه لوكاش أيضاً الذي ساهم في تشكيل رؤية العالم بعد دراساته المتعددة للواقعية وخصوصا فيما يتعلق بأعمال والتر سكوت وربط رؤيته الفكرية بتصور عن التاريخ بدأ يتشكل في أوروبا تحت تأثير فلسفة هيغل، وكذا تنبيهه إلى ضرورة إحتياط الناقد من الوقوع في الخطأ الفادح الذي ينشأ عن النظرة الميكانيكية في تفسير أعمال الروائيين، اعتماداً على انتماأتهم الإجتماعية، يقول في معرض حديثه عن الروائي الفرنسي بلزاك.
إن عظمة بلزاك تكمن بالتحديد في هذا النقد الذاتي الذي يواجه به مفاهيمه الخاصة بدون تساهل ، هو نقد لمتمنياته الغالية، ولمعتقداته الراسخة والعميقة، كل ذلك بواسطة هذا الوصف الدقيق للواقع الذي كان يتم لديه بنوع من الصرامة.1
وهذا القول يعبر عن نفسه بجلاء، فهو يرى أن المبدع قد يخالف الإيديولوجيا التي تشكل له خلفية فكرية، للتعبير لا شعوريا عن أحاسيس وتطلعات الطبقة المسحوقة والمغبونة التي تعيش على الهامش تحت وطأة الجفاء والنسيان.
1/سيرة لوسيان غولدمان:
هو روماني الأصل ولد في بوخارست عام 1913، وبدأ حياته قانونيا إذ حصل على إجازة الحقوق من جامعة بوخارست، ثم درس الفلسفة في فينا بعد ذلك لمدة عام. ثم سافر إلى باريس عام 1934 وواصل دراساته العليا في القانون والإقتصاد السياسي. وحصل بعد ذلك على إجازة في الآداب من السوربون، ثم على الدكتوراه في الآداب عام 1956، وعمل باحثا بالمركز القومي للبحث العلمي في باريس، ومديراً لمركز بحوث علم الإجتماع الأدبي، التابع لمعهد علم الإجتماع بالجامعة في بروكسيل.2 
2/تعريف البنية والتكوين لغة وإصطلاحاً:
توحي دلالة التكوين لغوياً في المعاجم على الخَلق والهيئة والتركيب والتعليم، تقول جميل التكوين: أي جميل الصورة والهيئة3 وكوّن الشيء: أحدثه وركبه.4 والتكوين: التدريب والتربية والتعليم.5
البَنِيَّةُ : كلُّ ما يُبْنَى، والجمع : بِنِّى . و البنْيَةُ هيئة البناء ، ومنه بِنْية الكلمة : أي صيغتها ، وفلان صحيح البِنْيَة .6
والبنية عند غولدمان مستمدة من تصور بياجي الذي يراها تقوم عند اجتماع مجموعة من العناصر في كل موحد من سماته الشمول والتحول والتنظيم الذاتي، لكن غولدمان ينزاح بالتصور الأساسي الذي يرى البنية مظهراً شكلياً ويؤطرها ضمن مفهوم الوظيفة والدينامية
أما دلالة التكوين من المنظور غولدمان فلا تشي في عمقها بأي معنى من معاني النشأة بل تفيد الدلالة الإجتماعية والتوليد بمعنى توليد الرموز المرجعية
*/والبنيوية التكوينية: هي منهج يستهدف ـ تفسيرـ كل إنتاج إنساني، في إعتماد على تحليل البنيات وهو منهج ماركسي ساهم في إرساء دعائمه لوكاش وغولدمان، وتتوخى بلوغ الجماعات ، لفاعليتها الحقيقية في الإبداع والنقد .7

3/مفاهيم أساسية عند لوسيان غولدمان
/*البنية الدلالية: وتفترض علاقة العناصر ببعضها البعض مع وجود وظيفة لهذه العلاقة، ويذكر سعيد علوش أن غولدمان -يرى كل حدث /إنساني بما في ذلك الأدبي يدخل في عدد من البنيات الدالة الشاملة، حيث يسمح توضيحها، بمعرفة الطبيعة والدلالة الموضوعية.8
هذه البنية كما يتضح من هذه الآراء ليست مغلقة وإنما تتميز بالحيوية والتكوين.

رؤية العالم: وهي تدل في نفس المعجم على الإستكمال المفهومي الذي يحصل على إنسجام النزَاعات الواقعية/العاطفية/الثقافية لأعضاء طبقة إجتماعية.9
فالطبقة الإجتماعية هي التي تشكل هذا النسق الفكري موضوعياً والمبدع يعمل على إيضاحه في قالب فني، أي أن الرؤية موجودة قبل تحقق الإبداع وبعده 
وهذا الأمر يطرح تساؤلاً لماذا لا يكون الفرد بتعبير آخر المبدع هو صاحب هذه الرؤية؟ يجيب غولدمان قائلاً الرؤية للعالم وقائع إجتماعية ملتحمة إلا أن فكر الأشخاص قلما يكون ملتحما وموحداً وتفكيرهم وطريقة إحساسهم يخضعان لتأثيرات لا حصر لها.10 ويقترح لها تعريفاً دقيقا مفاده أنها كيان ميتافيزيقي ومجرد أبداً، ونسق من التفكير يفرض نفسه، وفي بعض الشروط، على زمرة من الناس توجد في أوضاع اقتصادية واجتماعية متشابهة، أي على بعض الطبقات الإجتماعية.11 ومن المفيد منهجياً أن نحدد حدود هذه الرؤية ونلحقها بالوعي الذي تدخل ضمنه، ويظهر لنا بعد البحث أنها مرتبطة بالوعي الممكن الذي هو موضوع الدراسة الأدبية ودليل ذلك ما أورده زيما: إن رؤية العالم كما عرفها غولدمان، ليست واقعة أو حدثا إمبريقيا. وهي لا تتبع عالم التجارب اليومية التي تتصف بالسلالم القيمية المستقرة إلى حد ما... وهي لا تعبر عن الوعي الإمبريقي الواقعي لأعضاء الجماعة ولكن الوعي المثالي، أقصى الوعي الممكن، فنحن بصدد وعي ممكن لأننا نجده باطنا في العمل حيث يحلله ويعيد بناءه عالم اجتماع الأدب.12
*/القيمة: وتتضح في مدى تعبير الأدب عن رؤية مضبوطة للعالم وهذه القيمة تكتسي طابعاً فلسفياً خارجيا يشكل الواقع الذي تحيل عليه دلالات مضمونية عميقة للنص. فالقيم الفكرية لا تنفصل عن واقعها الإجتماعي والإقتصادي الذي أنتجها. 
*/النتاج: هو حالة وجدانية وفكرية تأخذ سماتها من العلاقة بين الذات والموضوع، الفرد والمجتمع وذلك عبر بنية عميقة تشكل أساساً يحيل على بنية ذهنية في الواقع.
التماثل: وهو من منظور زيما العلاقة البنيوية بين الكليات الدلالية. والمقصود هو وضع ربط لكلية الأفكار والمواقف لجماعة معينة ورؤية العالم الجماعية بشبه كلية النص التي تحكمها حسب رأي غولدمان، البنية الدلالية.13
*تمييزه بين الوعي القائم والوعي الممكن:
فالوعي الأول هو تصور جماعة عن حياتها ونشاطها الإجتماعي سواء في علاقتها مع الطبيعة أم في علاقتها مع الجماعات الأخرى.
أما الوعي الممكن فيجسد الطموحات الكبرى التي تهدف إليها الجماعة وهو المحرك الفعال لفكرها ويعطيها صورة حيوية في الحاضر والمستقبل وهو وعي في متناول ذوي الثقافة العالية، والأدب...14
ولذلك كان هو المحور والمُركز عليه، يذكر أرون وفيالا مؤلفا كتاب سوسيولوجيا الأدب أن غولدمان يرى أن القيم الروحية للنفس البشرية تعبر عن نفسها بأشكال وبنى جمالية عديدة، إن نظرة إلى العالم تتكون فيها هذه النظرة لا تعبر عن أفكار أو رغبات مجموعة أو فرد، بل عن وعي ممكن لديهما، أي وعي حقيقة العلاقات الإجتماعية لا إنعكاسها الذي تشوهه الإيديولوجيا. 15
ومن هذه الزاوية التي تسهم في تشكيل رؤية متكاملة ندرك حجم تأثر التلميذ بأفكار أستاذه، فالإبداع وما ينطوي عليه أهم من الرؤى والخلفيات.
4/خطوات التحليل الأدبي في البنيوية التكوينية:
أول خطوة في التحليل تبتدأ بإكتشاف البنية الدالة والعميقة للنص، يقول حميد الحميداني في هذا الصدد -إن التحليل ينبغي أن يتوجه إلى بنية العمل الداخلية، ويطلق على هذه المرحلة مرحلة الفهم. 
بما يستدعيها من تفكيك للعمل وإعادة صياغته وتحليل البنية هنا لا تشكل أي إجراء شكلاني، صحيح أنه محايث لكن هدفه إستخلاص الأساس الدلالي العميق.
الخطوة الثانية: ـربط البنية الدالة وبين إحدى البنيات الفكرية المتصارعة في الواقع، وهذا هو مستوى التكوين أو مرحلة التفسير، وتعنى بالإنتقال إلى مستوى جماعي موسع يكشف عن دلالة حضور فكر ما في الأثر.16 
وما تدل عليه كلتا المرحلين هو العلاقة بين البِنى المحيطة بالظاهرة الإبداعية وهي البنية الثقافية والفكرية، البنية الإجتماعية والتاريخية، والبنية النصية. 
كما اتضح سابقا فهذا المنهج ينطلق من نظرية تستمد مشروعيتها من العالم الخارجي ومضامينه الاجتماعية والاقتصادية وحتى لا يُصْدر حكم تعميمي يتوخى غولدمان أن يجعل التأثير حسب الوقائع أي أن دلالة التأثير مرتهنة بحضورها أولاً يقول. إن تأكيد تأثير العوامل الإقتصادية والإجتماعية على الإبداع الأدبي، ليس عقيدة، وإنما هي فرضية تكتسب صلاحيتها فقط بمقدار ما تؤيدها الوقائع.17 فالنظرية المتبناة هي النظرية الماركسية، التي لها أصول جمالية تمتد إلى فلسفة التاريخ عند هيغل الذي يعتقد بأن العقل هو جوهر التاريخ والشخصيات مجرد أدوات يستعين بها لتحقيق قصد كلي وهو ما دعاه بخبث العقل الكلي، وقد تناول لوكاش بعض المفاهيم الأساسية من الفكر الهيجلي والفكر الماركسي المتأثر به ليصوغ منهجاً كلياً لدراسة الأدب على ضوء التاريخ والمجتمع وقدم بهذا الخصوص دراسات عن الواقعية خلص فيها في نظر زيما إلى إيثار الواقعية النقدية على الواقعية الطبيعية فقط لأن الأولى تتوخى جعل الوصف والسرد يسيران في منحى واحد كما تسعى إلى الإتساق وهذا نابع كما أشرنا من الفكر الجدلي الذي يؤمن بالكلية، أي كلية العالم وإتساقه، لأن كل ما هو عقلي هو واقعي وكل ما هو واقعي هو عقلي حسب هيجل الذي رأى أن من مهمات الفيلسوف فهم العالم ككلية متنامية ذات دلالة ككلية تاريخية. وقد قدم لوكاش تعريفاً اجتماعيا للرواية التي هي في نظره تاريخ بحث متدرج، بحث عن القيم الحقيقية في عالم متدرج أيضا. 18وهذا التعريف سيأثر بلا شك في غولدمان سواء في عمله مقدمات في سوسيولوجيا الرواية تحديداً فيما يتصل بأعمال أندري مالرو أو أعماله الأخرى.
والشيء الذي يقوم بربط الواقع بالإنتاج الابداعي هو العلاقة التماثلية أو التماثل ويقترح زيما بديلا عنه وهو التناص المضمومي. ويشترط في عمل هذا المفهوم الوظيفية وبدونها لا يتم الربط، وقد وردت مسألة التماثل في عرض المنهج الغولدماني للبنيوية التكوينية أي العلاقة البنيوية بين الكليات الدلالية. 
ويظهر أن هذا المفهوم أثار أراء نقدية واعتراضات خصوصاً من قبل بوازيس الذي رد عليه صاحب النقد الاجتماعي قائلاً إن مفهوم التماثل لدى غولدمان ليس اعتباطيا ولا بديلا جذابا عن التشابه إذ عليه أن يوضح العلاقة الوظيفية بين العمل الأدبي ومصالح جماعة معينة. فراسين في عمله المسرحي يسعى لحل المشاكل الجماعية الجانسنية.19 ويمكن أن يكون هناك، في رأي غولدمان، تماثل بين العالم اللاهوتي وعالم التخييل الدرامي، الثاني يمتص الأول بتطويره وجعله أكثر إتساقا. فهو بذلك إذا يبدأ من حكم قيمي جمالي مؤكدا أن الفن والأدب يجب أن يسعيا إلى تحقيق أفضل إتساق. 20

5/ تطبيق البنيوية التكوينية على مسرحية أندروماك لراسين:
حتى لا يصير هذا المنهج مجرد مفاهيم تسبح في الهواء، كان التطبيق جزء لا يتجزأ من خطة العمل التي اعتمدها وخطها لنفسه، متناولا أعمال راسين وباسكال في كتابه الإله الخفي 1955 لكي تتوضح معالم المنهج وحدوده، ولعل أن من المفيد لا منهجيا فقط بل حتى تطبيقيا أن نفهم المراحل التي توزعت خلالها إنتاجات راسين فليس من المعقول أن تكون رؤية راسين الشاب هي رؤية راسين الكهل، ولذلك آثرنا نورد هذه المراحل الآتية كما وردت في النقد الاجتماعي
*المرحلة غير المأساوية: وهي مرحلة الشبيبة وتمثلها الأعمال التالية مصرع طيبة، إسكندر
*مرحلة التراجيدية وفيها تتضح المؤثرات الخارجية وتتأكد دلالة التأزم المأساوي ومحورها الرباعية الآتية برينيس، بريتا، نيكوس، أندروماك
*ومرحلة التخفف من الحس التراجيدي وتجسدها مسرحية المساومة، والمسرحيتان التاريخيتان.
*ثم مرحلة العودة إلى التراجيديا وعمود هذه المرحلة مسرحية فيدرا
*21والمرحلة النهائية: تميزت بالانتصار الدنيوي في إسترا وأتاليا.
فلا يمكن تصنيف مرحلة الشبيبة والمرحلة الأخيرة ضمن الهرم التراجيدي لأن الشاعر المسرحي لم يجسد التأزم إلا بعد مقاطعته بور رويال.
وبهذا التصنيف المؤلفاتي نكون على طمأنينة بعد معرفة المراحل الذي شغلت فيها التراجيديا حيزاً هاماً حتى رسمت معالم الرؤية المتسقة التي لن تحصل بالطبع إلا بعد إستبعاد المرحلتين.
وقصة التراجيديا التي تأكدت في هذه الأعمال تمتد جذورها إلى الصراع الذي دار بين الملكية وحلفاءها من جهة والاقطاعية من جهة ثانية التي خسرت نفوذها بعدما تم استبعادها، وتتألف من برلمانيين وموظفين ويطلق عليها أيضا نبالة الرداء ولنا هنا أن نتصور ردود فعلها القائمة، لقد أنتجت وعيا اتسم بالمأساوية مشابهاً لوعي الجانسينية وهذا الأمر يعده غولدمان تجانساً وظيفياً، وهذه الجماعة في واقع الأمر تشكل مذهباً جبريا خاصاً تتبع أفكار جانسينوس أسقف إيريس الذي آمن بالجبر وأنكر الإرادة الحرة للإنسان، هذه النظرة إلى العالم مفادها أن الإنسان منقسم بين عالم آثم وإله غائب.22 لقد تبنى راسين هذه النظرة لكننا نقول هذا الأمر بحذر شديد فمن المعلوم أن الجانسينية جانسينيات منها المتطرف ومنها المعتدل لكنها كلها تُجمع، على إنعدام الأمل التاريخي وضياع الانسان، راسين تبنى الفكر الأول الذي يخص باركوس لكن بتطور وفق تطور الجنسانية ككل
يمثل المستوى الأول من التحليل تحديده للبنية الدلالية ويتضح ذلك في عرضه لشخصيات المسرحية وهي أندروماك وتشير إلى دلالة الوفاء والمرأة التي تحاول أن تحافظ على قيمها المثالية إزاء عالم متسم بالزيف والخديعة والمكر وهذه الصفات تميز الشخصيات المتبقية وهي بيروس وأوريست وهرميون، التي حافزها جامح هو طلب السعادة لكن بوسائل غير مشروعة. ووجد غولدمان أنها أندروماك هي الشخصية الوحيدة التي يصدق عليها ما قاله راسين عن شخصياته، لا هي طيبة كل الطيبوبة ولا سيئة كل السوء.23 وهذه المقولة تشير إلى وضع برزخي بين وفاء وحفاظ على قيم تندثر في عالم يطبعه إنهيار منظومة القيم، ومحاولة في الايقاع بالملك من خلال تخليص إبنها من السيف، وعدم تمكينه من نفسها. إن هذه البنية الدالة تكشف عن نفسها عبر هرمية مؤلفة من العالم والانسان والإله، الأول يمتاز بانحطاط القيم وفسادها، والثاني يسعى لحملها من جديد وهو رافض للعالم، والثالث يمثل غياب الرقابة أي الحامي وبغيابه فقدت تلك القيم.
وقد اعتمد غولدمان في هذا المستوى أيضا على المقارنة كأداة من بين الأدوات الكشفية الأخرى وهي التماثل والتناقض..الخ.24
ثم هناك المستوى التفسيري وفيه يتم الربط بين هذه البنية بما يوازيها من شخصيات والعالم الخارجي الذي يشير إلى الحركة الجانسينية المسيحية ورؤيتها القاتمة للعالم وشعورها المر بمصير الانسان المحزن الذي يقع بين موقعين موقع يتسم بغياب القيم وموقع يتسم بغياب الاله.
ثم نشير أيضا إلى تصور العبقرية عند غولدمان وما يدعم بناءه العام. يقول: الكاتب العبقري هو الذي، من أجل أن يتحدث عن مشاكله الأكثر عمومية، وهو أيضا بالمقابل، من لا يعتبر جميع مشاكل عصره الأساسية أشياء معروفة وبمثابة قناعات، بل يعتبرها حقائق تعبر عن نفسها بطريقة مباشرة وحية داخل مشاعره وحدوسه. 25
كما يزعم أن الحرية ليست أمراً بعيداً عن المبدع فهو يتمتع بها في مستوى بناء المحتوى وما ينتظم داخله من العالم التخييلي لكن الفكر هو جوهر المدلول وقلبه، ومعيار العمل اجتهاد صاحبه في ايضاحه. 
6/ من مآخذ النقاد على هذا المنهج
لا شك أن هذا المنهج قد قدم تفسيرات مهمة في الدراسات الاجتماعية للأدب لكنه على أهمية مشروعه لم يسلم من الثغرات تماماً كباقي المناهج النقدية، وما زال ينتظر بعض التعديلات الحاسمة حتى يتأسس كمنهج ناجع يقلل من دور الحدس ولم لا أن يوظف مسارات نظرية أخرى حتى يملأ فجواته ويسهل للدارس تنظيم آراءه وتحليلاته في تلمس البنيات المتعددة. ومن بين المآخذ عدم وضوح مفهوم البنية ولذلك وجدنا مشكلة على صعيد الإصطلاح هي ولفظة التكوين ودفعا للإلتباس قمنا بشرح المركب اللفظي في توجهه العام والمعروف لدى النقاد لأن مفهوم البنية هنا لا يدل على أي إجراء شكلاني أو فهم لساني لمعناها. 
ثانيا: فيما يتعلق بطبيعة البنية الدالة فهي ليست أحادية بل قد تكون متعددة ومتنوعة تشترك فيها عناصر الظاهرة الأدبية ككل.
ثالثاً: تماديه في الحدس وقصور مفاهيمه في مستوى الفهم.
..................................................................................................................
الحواشي

1/النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص 62
2/التحليل الإجتماعي للأدب، السيد ياسين، مكتبة مدبولي، القاهرة 1991 ط2، ص 35/36
3/ المعجم الغني، مادة ك.و.ن
4/ المعجم الرائد، مادة ك و ن
5/ معجم اللغة العربية المعاصر مادة ك و ن
6/ المعجم الوسيط مادة ب ن ى
7/ معجم المصطلحات الأدبية، د سعيد علوش، دار الكتاب اللبناني، 1985، بيروت، ط1، ص 234/233
8/ نفس المرجع، ص 53
9/ نفس المرجع، ص 107 
10/البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : المادية الجدلية وتاريخ الأدب، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص 15/14
11/ نفس المرجع، ص 15
12/ النقد الاجتماعي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991، ص53.
13/ نفس المرجع، ص
14/ النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص69
15/سوسيولوجيا الأدب، بول آرون وآلان فيالا، ترجمة محمد علي مقلد، ص 36، دار الكتاب الجديد المتحدة 2013، ط1
16/ النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص 68
17/البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : المادية الجدلية وتاريخ الأدب، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص 14/13
18/ التحليل الإجتماعي للأدب، السيد ياسين، مكتبة مدبولي، القاهرة 1991 ط2، ص 41
19/ النقد الاجتماعي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991، ص83
20/ المرجع السابق، ص53
21/ المرجع السابق، ص 87
22/ النظرية الأدبية المعاصرة، رامان سلدان، ترجمة جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر، القاهرة ، 1998، ص66
23/ الفكر النقدي الأدبي المعاصر مناهج ونظريات ومواقف، د حميد الحميداني، مطبعة أنفو برانت، فاس، ط2 ص77
24/ نفس المرجع ، ص72
25/ البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : الوعي القائم والوعي الممكن ، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص29

منهج البنيوية/ رابطة السوسيولوجين

منهج البنيوية التكوينية


تأسست البنيوية التكوينية كمنهج نقدي ماركسي يستهدف تفسير كل إنتاج إنساني، في إعتماد على تحليل البنيات على يد الناقد الفرنسي الروماني الأصل لوسيان غولدمان 1970/1913 وفق تصور فكري وفلسفي يؤمن بوجود تأثير للمعطيات الإجتماعية في الواقع على الإنتاج الأدبي ومن ضمنه جنس الرواية التي إهتم بها في هذا الإطار النظري ليس فقط هذا الناقد الذي نحن بصدده بل وأستاذه لوكاش أيضاً الذي ساهم في تشكيل رؤية العالم بعد دراساته المتعددة للواقعية وخصوصا فيما يتعلق بأعمال والتر سكوت وربط رؤيته الفكرية بتصور عن التاريخ بدأ يتشكل في أوروبا تحت تأثير فلسفة هيغل، وكذا تنبيهه إلى ضرورة إحتياط الناقد من الوقوع في الخطأ الفادح الذي ينشأ عن النظرة الميكانيكية في تفسير أعمال الروائيين، اعتماداً على انتماأتهم الإجتماعية، يقول في معرض حديثه عن الروائي الفرنسي بلزاك.
إن عظمة بلزاك تكمن بالتحديد في هذا النقد الذاتي الذي يواجه به مفاهيمه الخاصة بدون تساهل ، هو نقد لمتمنياته الغالية، ولمعتقداته الراسخة والعميقة، كل ذلك بواسطة هذا الوصف الدقيق للواقع الذي كان يتم لديه بنوع من الصرامة.1
وهذا القول يعبر عن نفسه بجلاء، فهو يرى أن المبدع قد يخالف الإيديولوجيا التي تشكل له خلفية فكرية، للتعبير لا شعوريا عن أحاسيس وتطلعات الطبقة المسحوقة والمغبونة التي تعيش على الهامش تحت وطأة الجفاء والنسيان.
1/سيرة لوسيان غولدمان:
هو روماني الأصل ولد في بوخارست عام 1913، وبدأ حياته قانونيا إذ حصل على إجازة الحقوق من جامعة بوخارست، ثم درس الفلسفة في فينا بعد ذلك لمدة عام. ثم سافر إلى باريس عام 1934 وواصل دراساته العليا في القانون والإقتصاد السياسي. وحصل بعد ذلك على إجازة في الآداب من السوربون، ثم على الدكتوراه في الآداب عام 1956، وعمل باحثا بالمركز القومي للبحث العلمي في باريس، ومديراً لمركز بحوث علم الإجتماع الأدبي، التابع لمعهد علم الإجتماع بالجامعة في بروكسيل.2 
2/تعريف البنية والتكوين لغة وإصطلاحاً:
توحي دلالة التكوين لغوياً في المعاجم على الخَلق والهيئة والتركيب والتعليم، تقول جميل التكوين: أي جميل الصورة والهيئة3 وكوّن الشيء: أحدثه وركبه.4 والتكوين: التدريب والتربية والتعليم.5
البَنِيَّةُ : كلُّ ما يُبْنَى، والجمع : بِنِّى . و البنْيَةُ هيئة البناء ، ومنه بِنْية الكلمة : أي صيغتها ، وفلان صحيح البِنْيَة .6
والبنية عند غولدمان مستمدة من تصور بياجي الذي يراها تقوم عند اجتماع مجموعة من العناصر في كل موحد من سماته الشمول والتحول والتنظيم الذاتي، لكن غولدمان ينزاح بالتصور الأساسي الذي يرى البنية مظهراً شكلياً ويؤطرها ضمن مفهوم الوظيفة والدينامية
أما دلالة التكوين من المنظور غولدمان فلا تشي في عمقها بأي معنى من معاني النشأة بل تفيد الدلالة الإجتماعية والتوليد بمعنى توليد الرموز المرجعية
*/والبنيوية التكوينية: هي منهج يستهدف ـ تفسيرـ كل إنتاج إنساني، في إعتماد على تحليل البنيات وهو منهج ماركسي ساهم في إرساء دعائمه لوكاش وغولدمان، وتتوخى بلوغ الجماعات ، لفاعليتها الحقيقية في الإبداع والنقد .7

3/مفاهيم أساسية عند لوسيان غولدمان
/*البنية الدلالية: وتفترض علاقة العناصر ببعضها البعض مع وجود وظيفة لهذه العلاقة، ويذكر سعيد علوش أن غولدمان -يرى كل حدث /إنساني بما في ذلك الأدبي يدخل في عدد من البنيات الدالة الشاملة، حيث يسمح توضيحها، بمعرفة الطبيعة والدلالة الموضوعية.8
هذه البنية كما يتضح من هذه الآراء ليست مغلقة وإنما تتميز بالحيوية والتكوين.

رؤية العالم: وهي تدل في نفس المعجم على الإستكمال المفهومي الذي يحصل على إنسجام النزَاعات الواقعية/العاطفية/الثقافية لأعضاء طبقة إجتماعية.9
فالطبقة الإجتماعية هي التي تشكل هذا النسق الفكري موضوعياً والمبدع يعمل على إيضاحه في قالب فني، أي أن الرؤية موجودة قبل تحقق الإبداع وبعده 
وهذا الأمر يطرح تساؤلاً لماذا لا يكون الفرد بتعبير آخر المبدع هو صاحب هذه الرؤية؟ يجيب غولدمان قائلاً الرؤية للعالم وقائع إجتماعية ملتحمة إلا أن فكر الأشخاص قلما يكون ملتحما وموحداً وتفكيرهم وطريقة إحساسهم يخضعان لتأثيرات لا حصر لها.10 ويقترح لها تعريفاً دقيقا مفاده أنها كيان ميتافيزيقي ومجرد أبداً، ونسق من التفكير يفرض نفسه، وفي بعض الشروط، على زمرة من الناس توجد في أوضاع اقتصادية واجتماعية متشابهة، أي على بعض الطبقات الإجتماعية.11 ومن المفيد منهجياً أن نحدد حدود هذه الرؤية ونلحقها بالوعي الذي تدخل ضمنه، ويظهر لنا بعد البحث أنها مرتبطة بالوعي الممكن الذي هو موضوع الدراسة الأدبية ودليل ذلك ما أورده زيما: إن رؤية العالم كما عرفها غولدمان، ليست واقعة أو حدثا إمبريقيا. وهي لا تتبع عالم التجارب اليومية التي تتصف بالسلالم القيمية المستقرة إلى حد ما... وهي لا تعبر عن الوعي الإمبريقي الواقعي لأعضاء الجماعة ولكن الوعي المثالي، أقصى الوعي الممكن، فنحن بصدد وعي ممكن لأننا نجده باطنا في العمل حيث يحلله ويعيد بناءه عالم اجتماع الأدب.12
*/القيمة: وتتضح في مدى تعبير الأدب عن رؤية مضبوطة للعالم وهذه القيمة تكتسي طابعاً فلسفياً خارجيا يشكل الواقع الذي تحيل عليه دلالات مضمونية عميقة للنص. فالقيم الفكرية لا تنفصل عن واقعها الإجتماعي والإقتصادي الذي أنتجها. 
*/النتاج: هو حالة وجدانية وفكرية تأخذ سماتها من العلاقة بين الذات والموضوع، الفرد والمجتمع وذلك عبر بنية عميقة تشكل أساساً يحيل على بنية ذهنية في الواقع.
التماثل: وهو من منظور زيما العلاقة البنيوية بين الكليات الدلالية. والمقصود هو وضع ربط لكلية الأفكار والمواقف لجماعة معينة ورؤية العالم الجماعية بشبه كلية النص التي تحكمها حسب رأي غولدمان، البنية الدلالية.13
*تمييزه بين الوعي القائم والوعي الممكن:
فالوعي الأول هو تصور جماعة عن حياتها ونشاطها الإجتماعي سواء في علاقتها مع الطبيعة أم في علاقتها مع الجماعات الأخرى.
أما الوعي الممكن فيجسد الطموحات الكبرى التي تهدف إليها الجماعة وهو المحرك الفعال لفكرها ويعطيها صورة حيوية في الحاضر والمستقبل وهو وعي في متناول ذوي الثقافة العالية، والأدب...14
ولذلك كان هو المحور والمُركز عليه، يذكر أرون وفيالا مؤلفا كتاب سوسيولوجيا الأدب أن غولدمان يرى أن القيم الروحية للنفس البشرية تعبر عن نفسها بأشكال وبنى جمالية عديدة، إن نظرة إلى العالم تتكون فيها هذه النظرة لا تعبر عن أفكار أو رغبات مجموعة أو فرد، بل عن وعي ممكن لديهما، أي وعي حقيقة العلاقات الإجتماعية لا إنعكاسها الذي تشوهه الإيديولوجيا. 15
ومن هذه الزاوية التي تسهم في تشكيل رؤية متكاملة ندرك حجم تأثر التلميذ بأفكار أستاذه، فالإبداع وما ينطوي عليه أهم من الرؤى والخلفيات.
4/خطوات التحليل الأدبي في البنيوية التكوينية:
أول خطوة في التحليل تبتدأ بإكتشاف البنية الدالة والعميقة للنص، يقول حميد الحميداني في هذا الصدد -إن التحليل ينبغي أن يتوجه إلى بنية العمل الداخلية، ويطلق على هذه المرحلة مرحلة الفهم. 
بما يستدعيها من تفكيك للعمل وإعادة صياغته وتحليل البنية هنا لا تشكل أي إجراء شكلاني، صحيح أنه محايث لكن هدفه إستخلاص الأساس الدلالي العميق.
الخطوة الثانية: ـربط البنية الدالة وبين إحدى البنيات الفكرية المتصارعة في الواقع، وهذا هو مستوى التكوين أو مرحلة التفسير، وتعنى بالإنتقال إلى مستوى جماعي موسع يكشف عن دلالة حضور فكر ما في الأثر.16 
وما تدل عليه كلتا المرحلين هو العلاقة بين البِنى المحيطة بالظاهرة الإبداعية وهي البنية الثقافية والفكرية، البنية الإجتماعية والتاريخية، والبنية النصية. 
كما اتضح سابقا فهذا المنهج ينطلق من نظرية تستمد مشروعيتها من العالم الخارجي ومضامينه الاجتماعية والاقتصادية وحتى لا يُصْدر حكم تعميمي يتوخى غولدمان أن يجعل التأثير حسب الوقائع أي أن دلالة التأثير مرتهنة بحضورها أولاً يقول. إن تأكيد تأثير العوامل الإقتصادية والإجتماعية على الإبداع الأدبي، ليس عقيدة، وإنما هي فرضية تكتسب صلاحيتها فقط بمقدار ما تؤيدها الوقائع.17 فالنظرية المتبناة هي النظرية الماركسية، التي لها أصول جمالية تمتد إلى فلسفة التاريخ عند هيغل الذي يعتقد بأن العقل هو جوهر التاريخ والشخصيات مجرد أدوات يستعين بها لتحقيق قصد كلي وهو ما دعاه بخبث العقل الكلي، وقد تناول لوكاش بعض المفاهيم الأساسية من الفكر الهيجلي والفكر الماركسي المتأثر به ليصوغ منهجاً كلياً لدراسة الأدب على ضوء التاريخ والمجتمع وقدم بهذا الخصوص دراسات عن الواقعية خلص فيها في نظر زيما إلى إيثار الواقعية النقدية على الواقعية الطبيعية فقط لأن الأولى تتوخى جعل الوصف والسرد يسيران في منحى واحد كما تسعى إلى الإتساق وهذا نابع كما أشرنا من الفكر الجدلي الذي يؤمن بالكلية، أي كلية العالم وإتساقه، لأن كل ما هو عقلي هو واقعي وكل ما هو واقعي هو عقلي حسب هيجل الذي رأى أن من مهمات الفيلسوف فهم العالم ككلية متنامية ذات دلالة ككلية تاريخية. وقد قدم لوكاش تعريفاً اجتماعيا للرواية التي هي في نظره تاريخ بحث متدرج، بحث عن القيم الحقيقية في عالم متدرج أيضا. 18وهذا التعريف سيأثر بلا شك في غولدمان سواء في عمله مقدمات في سوسيولوجيا الرواية تحديداً فيما يتصل بأعمال أندري مالرو أو أعماله الأخرى.
والشيء الذي يقوم بربط الواقع بالإنتاج الابداعي هو العلاقة التماثلية أو التماثل ويقترح زيما بديلا عنه وهو التناص المضمومي. ويشترط في عمل هذا المفهوم الوظيفية وبدونها لا يتم الربط، وقد وردت مسألة التماثل في عرض المنهج الغولدماني للبنيوية التكوينية أي العلاقة البنيوية بين الكليات الدلالية. 
ويظهر أن هذا المفهوم أثار أراء نقدية واعتراضات خصوصاً من قبل بوازيس الذي رد عليه صاحب النقد الاجتماعي قائلاً إن مفهوم التماثل لدى غولدمان ليس اعتباطيا ولا بديلا جذابا عن التشابه إذ عليه أن يوضح العلاقة الوظيفية بين العمل الأدبي ومصالح جماعة معينة. فراسين في عمله المسرحي يسعى لحل المشاكل الجماعية الجانسنية.19 ويمكن أن يكون هناك، في رأي غولدمان، تماثل بين العالم اللاهوتي وعالم التخييل الدرامي، الثاني يمتص الأول بتطويره وجعله أكثر إتساقا. فهو بذلك إذا يبدأ من حكم قيمي جمالي مؤكدا أن الفن والأدب يجب أن يسعيا إلى تحقيق أفضل إتساق. 20

5/ تطبيق البنيوية التكوينية على مسرحية أندروماك لراسين:
حتى لا يصير هذا المنهج مجرد مفاهيم تسبح في الهواء، كان التطبيق جزء لا يتجزأ من خطة العمل التي اعتمدها وخطها لنفسه، متناولا أعمال راسين وباسكال في كتابه الإله الخفي 1955 لكي تتوضح معالم المنهج وحدوده، ولعل أن من المفيد لا منهجيا فقط بل حتى تطبيقيا أن نفهم المراحل التي توزعت خلالها إنتاجات راسين فليس من المعقول أن تكون رؤية راسين الشاب هي رؤية راسين الكهل، ولذلك آثرنا نورد هذه المراحل الآتية كما وردت في النقد الاجتماعي
*المرحلة غير المأساوية: وهي مرحلة الشبيبة وتمثلها الأعمال التالية مصرع طيبة، إسكندر
*مرحلة التراجيدية وفيها تتضح المؤثرات الخارجية وتتأكد دلالة التأزم المأساوي ومحورها الرباعية الآتية برينيس، بريتا، نيكوس، أندروماك
*ومرحلة التخفف من الحس التراجيدي وتجسدها مسرحية المساومة، والمسرحيتان التاريخيتان.
*ثم مرحلة العودة إلى التراجيديا وعمود هذه المرحلة مسرحية فيدرا
*21والمرحلة النهائية: تميزت بالانتصار الدنيوي في إسترا وأتاليا.
فلا يمكن تصنيف مرحلة الشبيبة والمرحلة الأخيرة ضمن الهرم التراجيدي لأن الشاعر المسرحي لم يجسد التأزم إلا بعد مقاطعته بور رويال.
وبهذا التصنيف المؤلفاتي نكون على طمأنينة بعد معرفة المراحل الذي شغلت فيها التراجيديا حيزاً هاماً حتى رسمت معالم الرؤية المتسقة التي لن تحصل بالطبع إلا بعد إستبعاد المرحلتين.
وقصة التراجيديا التي تأكدت في هذه الأعمال تمتد جذورها إلى الصراع الذي دار بين الملكية وحلفاءها من جهة والاقطاعية من جهة ثانية التي خسرت نفوذها بعدما تم استبعادها، وتتألف من برلمانيين وموظفين ويطلق عليها أيضا نبالة الرداء ولنا هنا أن نتصور ردود فعلها القائمة، لقد أنتجت وعيا اتسم بالمأساوية مشابهاً لوعي الجانسينية وهذا الأمر يعده غولدمان تجانساً وظيفياً، وهذه الجماعة في واقع الأمر تشكل مذهباً جبريا خاصاً تتبع أفكار جانسينوس أسقف إيريس الذي آمن بالجبر وأنكر الإرادة الحرة للإنسان، هذه النظرة إلى العالم مفادها أن الإنسان منقسم بين عالم آثم وإله غائب.22 لقد تبنى راسين هذه النظرة لكننا نقول هذا الأمر بحذر شديد فمن المعلوم أن الجانسينية جانسينيات منها المتطرف ومنها المعتدل لكنها كلها تُجمع، على إنعدام الأمل التاريخي وضياع الانسان، راسين تبنى الفكر الأول الذي يخص باركوس لكن بتطور وفق تطور الجنسانية ككل
يمثل المستوى الأول من التحليل تحديده للبنية الدلالية ويتضح ذلك في عرضه لشخصيات المسرحية وهي أندروماك وتشير إلى دلالة الوفاء والمرأة التي تحاول أن تحافظ على قيمها المثالية إزاء عالم متسم بالزيف والخديعة والمكر وهذه الصفات تميز الشخصيات المتبقية وهي بيروس وأوريست وهرميون، التي حافزها جامح هو طلب السعادة لكن بوسائل غير مشروعة. ووجد غولدمان أنها أندروماك هي الشخصية الوحيدة التي يصدق عليها ما قاله راسين عن شخصياته، لا هي طيبة كل الطيبوبة ولا سيئة كل السوء.23 وهذه المقولة تشير إلى وضع برزخي بين وفاء وحفاظ على قيم تندثر في عالم يطبعه إنهيار منظومة القيم، ومحاولة في الايقاع بالملك من خلال تخليص إبنها من السيف، وعدم تمكينه من نفسها. إن هذه البنية الدالة تكشف عن نفسها عبر هرمية مؤلفة من العالم والانسان والإله، الأول يمتاز بانحطاط القيم وفسادها، والثاني يسعى لحملها من جديد وهو رافض للعالم، والثالث يمثل غياب الرقابة أي الحامي وبغيابه فقدت تلك القيم.
وقد اعتمد غولدمان في هذا المستوى أيضا على المقارنة كأداة من بين الأدوات الكشفية الأخرى وهي التماثل والتناقض..الخ.24
ثم هناك المستوى التفسيري وفيه يتم الربط بين هذه البنية بما يوازيها من شخصيات والعالم الخارجي الذي يشير إلى الحركة الجانسينية المسيحية ورؤيتها القاتمة للعالم وشعورها المر بمصير الانسان المحزن الذي يقع بين موقعين موقع يتسم بغياب القيم وموقع يتسم بغياب الاله.
ثم نشير أيضا إلى تصور العبقرية عند غولدمان وما يدعم بناءه العام. يقول: الكاتب العبقري هو الذي، من أجل أن يتحدث عن مشاكله الأكثر عمومية، وهو أيضا بالمقابل، من لا يعتبر جميع مشاكل عصره الأساسية أشياء معروفة وبمثابة قناعات، بل يعتبرها حقائق تعبر عن نفسها بطريقة مباشرة وحية داخل مشاعره وحدوسه. 25
كما يزعم أن الحرية ليست أمراً بعيداً عن المبدع فهو يتمتع بها في مستوى بناء المحتوى وما ينتظم داخله من العالم التخييلي لكن الفكر هو جوهر المدلول وقلبه، ومعيار العمل اجتهاد صاحبه في ايضاحه. 
6/ من مآخذ النقاد على هذا المنهج
لا شك أن هذا المنهج قد قدم تفسيرات مهمة في الدراسات الاجتماعية للأدب لكنه على أهمية مشروعه لم يسلم من الثغرات تماماً كباقي المناهج النقدية، وما زال ينتظر بعض التعديلات الحاسمة حتى يتأسس كمنهج ناجع يقلل من دور الحدس ولم لا أن يوظف مسارات نظرية أخرى حتى يملأ فجواته ويسهل للدارس تنظيم آراءه وتحليلاته في تلمس البنيات المتعددة. ومن بين المآخذ عدم وضوح مفهوم البنية ولذلك وجدنا مشكلة على صعيد الإصطلاح هي ولفظة التكوين ودفعا للإلتباس قمنا بشرح المركب اللفظي في توجهه العام والمعروف لدى النقاد لأن مفهوم البنية هنا لا يدل على أي إجراء شكلاني أو فهم لساني لمعناها. 
ثانيا: فيما يتعلق بطبيعة البنية الدالة فهي ليست أحادية بل قد تكون متعددة ومتنوعة تشترك فيها عناصر الظاهرة الأدبية ككل.
ثالثاً: تماديه في الحدس وقصور مفاهيمه في مستوى الفهم.
..................................................................................................................
الحواشي

1/النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص 62
2/التحليل الإجتماعي للأدب، السيد ياسين، مكتبة مدبولي، القاهرة 1991 ط2، ص 35/36
3/ المعجم الغني، مادة ك.و.ن
4/ المعجم الرائد، مادة ك و ن
5/ معجم اللغة العربية المعاصر مادة ك و ن
6/ المعجم الوسيط مادة ب ن ى
7/ معجم المصطلحات الأدبية، د سعيد علوش، دار الكتاب اللبناني، 1985، بيروت، ط1، ص 234/233
8/ نفس المرجع، ص 53
9/ نفس المرجع، ص 107 
10/البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : المادية الجدلية وتاريخ الأدب، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص 15/14
11/ نفس المرجع، ص 15
12/ النقد الاجتماعي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991، ص53.
13/ نفس المرجع، ص
14/ النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص69
15/سوسيولوجيا الأدب، بول آرون وآلان فيالا، ترجمة محمد علي مقلد، ص 36، دار الكتاب الجديد المتحدة 2013، ط1
16/ النقد الروائي والايديولوجيا من سوسيولوجيا الرواية إلى سوسيولوجيا النص الروائي، د. حميد الحميداني، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1990، ط1، ص 68
17/البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : المادية الجدلية وتاريخ الأدب، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص 14/13
18/ التحليل الإجتماعي للأدب، السيد ياسين، مكتبة مدبولي، القاهرة 1991 ط2، ص 41
19/ النقد الاجتماعي، بيير زيما، ترجمة عايدة لطفي، مراجعة أمينة رشيد وسيد البحراوي، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، 1991، ص83
20/ المرجع السابق، ص53
21/ المرجع السابق، ص 87
22/ النظرية الأدبية المعاصرة، رامان سلدان، ترجمة جابر عصفور، دار قباء للطباعة والنشر، القاهرة ، 1998، ص66
23/ الفكر النقدي الأدبي المعاصر مناهج ونظريات ومواقف، د حميد الحميداني، مطبعة أنفو برانت، فاس، ط2 ص77
24/ نفس المرجع ، ص72
25/ البنيوية التكوينية والنقد الأدبي، ملف في مجلة آفاق، مؤسسة الأبحاث العربية: بيروت: ط1 : 1984 : الوعي القائم والوعي الممكن ، لوسيان غولدمان ترجمة محمد برادة ص29

دمشق

منقول :
في ظلمة الليل رآها فجأة أمامه.. متعبة، مستلقية على فراش من نور حاول التعرف عليها، اقترب منها وسألها : ما اسمك ياسيدتي ؟ فأجابت : أسماني الغزاة عبر 
العصور 
ب (العصية).. 
أجدادي أطلقوا علي اسم الفيحاء.. 
أما أبنائي فينادونني الأبية.. 
وعشاقي يصفونني بالبهية.. 
سألها : كم عمرك ياسيدتي ؟ 
قالت : ولدت قبل التاريخ بتاريخ.. ونطقت أحرفي الاولى..
قبل ان تنطق الأبجدية...
غسلت وجهي بماء الحضارة .. 
لملمت شعري.. كحلت عيوني.. 
فكنت أول و أجمل صبية... 
فقال لها بخجل : 
لمن تنتسبين يا أجمل صبية ؟ 
فقالت : نسبي يعود الى الذي 
ترك ضناه على كتفي مقتولاً..
نسبي يعود لآدم أبو البشرية.. 
ذكرني الله في قرآنه مرات..
وسار بولس الرسول على 
أرضي حاملاً المسيحية..
محمد النبي قال : إني كنانته.. 
وأنار وجهي عيسى ابن المجدلية..
جامعي أموي وكنيستي مريمية..
أبي قاسيون .. رافع الرأس.. 
وأمي الغوطة .. وبردى نهري يسير من وريدي الى وريدي..
أبوابي للعز والتاريخ حكاية .. وأزقتي للحضارة مدرسة .. والياسمين لكل عاشق مني هدية..
فارس مغوار أتاني.. تارة اسمه ابن الوليد.. وطوراً يأتي برفقة عقبة أو بلال ابن الحبشية..
وصلاح الدين نام بحضني.. 
نام نومته الأبدية..
أبنائي كثر منهم من يقيم في الشاغور ومنهم من يقيم في 
القنوات أو الصالحية.. 
منهم من ولد في الميدان ومنهم من نشأ في باب توما ومنهم من وارى الثرى في القيمرية..

حاول ان يسألها أكثر لكنه لاحظ ان بعضها تنزف.. ركع أمامها وبكى وجعها .. ربتت على كتفه بحنان .. وقالت لاتبكي ياولدي.. لاتبكي.. وأمسكت بيدي .... وقالت : 
قم لننهض معاً من كبوتنا..
فإنني ... (((دمشق)))
بإذن الله محمية...

بإذن الله تعالى ستعود دمشق عروس الشرق الأوسط بنكهة تاريخها العبق، ومعالمها التي تنفرد بها وتميزها عن كل مدن العالم.

انشروها من أجل عيون دمشق

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

النظرية النقدية/رابطة السوسيولوجين

النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت


تعريف بالنظرية النقدية
أول نظرية أعطت للنقد والنقد الذاتي أهمية كبيرة من حيث النظرية والممارسة. وهي أول نظرية اجتماعية- فلسفية وجهت نقدها للعقل الشمولي وتخليصه من براثن الهيمنة التي فرضتها الفلسفة وعلم الاجتماع الوضعي والامبيريقي وحولته الى عقل أداتي في خدمة الدولة البرجوازية والأنظمة الشمولية. وقد 
تجاوز النقد عندها الى جميع فروع المعرفة الإنسانية - الاجتماعية والطبيعية.
تعريف يمدرسة فرانكفورت
تكونت من مجموعة من الأساتذة والمفكرين وعلماء الاجتماع من اليسار الألماني المتحرر من أية وصاية سياسية الذين اتفقوا على تأسيس معهد للبحث الاجتماعي في جامعة فرانكفورت يتخذ من النظرية النقدية منهجا علميا واضح المعالم يقف امام النظريات الاجتماعية الوضعية والفلسفة التقليدية التي سيطرت على الفكر الغربي. وبتأسيس مدرسة فرانكفورت تأسس معهد البحث الاجتماعي في جامعة فرانكفورت عام .1923
صعوبة التعريف
ان التعريف بالنظرية النقدية وبفكر وفلسفة مدرسة فرانكفورت النقدية وروادها الأوائل بعجالة أمر ليس بهين لصعوبة المواضيع التي تطرحها وتعقيدها وكذلك لصعوبة اللغة الألمانية الفلسفية وترجمتها الى اللغات الاخرى. كما ان مدرسة فرانكفورت أصبحت اليوم أساساً لأغلب النظريات والاتجاهات النقدية لما بعد الحداثة، وخاصة في الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس والانثروبولوجيا وحتى في الأدب والفن والموسيقى، محاولين قدر الامكان توضيح مبادئها الرئيسية والعلاقات المعقدة لأفكار روادها الأوائل وتوضيح نتائجها على تطور التفكير الاجتماعي والحركات الاجتماعية والثقافية والسياسية في الغرب.
ما هو النقد ؟
النقد هو" فن الحكم "، أي الفصل بين الحقائق واستخلاص الصحيح من الخطأ. فهو أداة تحكيم عقلانية هدفها تهيئة الوعي وأعادة الاعتبار للذات الإنسانية. والنقد هو محاولة جادة لفهم العالم وتغيره عن طريق الكشف عن مكامن القوة والضعف في النفس الإنسانية وتطوير عقل نقدي واع يرسخ ثقافة التساؤل والابداع. أما محرك النقد فهو الشك بالحقيقة الكلية والجزئية وان الشك يعكس بدوره معرفة أخرى، شرط ان يكون النقد داخليا وعقلانيا ويهتم بالموضوع وليس بالشكل. إذن النقد هو جدل العقل للنظر الى الأمور بحكمة وعقلانية.
وقد ارتبط النقد بعصر التنوير(عصر التحرر والتقدم والعقلانية..الخ) ويعود مفهوم التنوير الى عامنوئيل كانت الذي قال :
" بان عصرنا هو عصر النقد، وان كل شيء ينبغي ان يخضع للفحص النقدي بهدف قبوله او رفضه، وبالتالي اصدار حكم عقلاني على ذلك."
النقد والحرية
ان ممارسة النقد تحتاج الى الحرية لأن جوهر النقد هو الحرية. ومن أجل تحرر الذات من أسرها المجتمعي علينا اجراء نقد مركب:
1- نقد الذات
2- نقد التراث-الذي يقوم على النقل وليس على العقل
3- نقد الوافد الجديد، الحداثي وما بعد الحداثي
أما النقد الذاتي فهدفه معرفة الذات ومحاكمتها لمعرفة مواطن القوة والضعف ومن ثم تقييم وتقويم الذات لمواجهة السلبيات وإعادة بنائها من جديد على أسس عقلانية.
الأصول الفكرية للنظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت
تمتد النظرية النقدية في أصولها الفكرية الى عصر التنوير والفلسفة الألمانية المثالية الموضوعية وخاصة عمانوئيل كانت وهيغل والهيغليون الشباب حيث تمرد الهيغليون الشباب على الجانب التأملي المحافظ في فلسفة هيغل المثالية، التي تفتحت، في ذات الوقت، عن المنهج الديالكتيكي الهيغلي. وكان على رأسهم كارل ماركس وبونو بوير ولودفيغ فيورباخ وغيرهم، الذين اطلق عليهم «الهيغليون الشباب» الذين اسسوا عام 1841 «حوليات الأدب والفن»، وأرسوا دعائم فلسفة اجتماعية جديدة رفضت الفكر الفلسفي التقليدي، مثلما رفضوا النظام الاجتماعي القائم ومؤسساته.
أسس النظرية النقدية
من الممكن ايجاز أسس النظرية النقدية في ثلاث نقاط هي :

أولا- تأسيس نظرية نقدية للمجتمع
ان ما قامت به النظرية النقدية هو محاولة لصياغة نظرية نقدية جديدة وعلم اجتماع نقدي له مفاهيمه الخاصة وميدانه المحدد، كبديل للفلسفة التقليدية وعلم الاجتماع الوضعي والامبيريقية التي مارست انواعاً من السلطة التي هدفت الى تقويض طوعي في تاريخ الفلسفة وعلم الاجتماع، الذي أجبر النظرية على التراجع. وعلى النظرية النقدية ان تستغني عن المماثلة والأحكام المسبقة والقاطعة وان تكون موضوعية.
ان هدف النقد هو اتخاذ موقف سلبي يهدف أساساً الى توجيه المعرفة الذاتية نحو المجتمع ونحو مصلحة عقلانية ايجابية، وهو ما مكنها من ان تكون فلسفة اجتماعية هدفها نقد المجتمع وتعريته من خلال نقد النظام القائم والكشف عن جوانب الخلل فيه ورفضه إذا كان سلبياً. وبمعنى آخر تعرية المجتمع الصناعي- البرجوازي وعقلانيته التكنولوجية وما يرتبط بها من أيديولوجية.
ثانيا- ديالكتيك النظرية والممارسة 
كان المحور الاساسي للمناقشات الحادة يدور حول تفسير ماركس للعلاقة بين النظرية والممارسة(الوحدة بين النظرية والتطبيق). وقد تبلور مفهوم جديد للنظرية باعتبارها مرشدة للعمل وتوجيه الفعل الاجتماعي. اما الممارسة فهي نوع من السلوك الذي ينبثق من الداخل, أي من نفسه وليس خارجيا, أي من خلال التفاعل والصراع في حياة البشر. وهو سلوك لا يخضع للضغط او المراقبة من قبل الاخرين. 
وهكذا ظهر معيار جديد للممارسة يربط الممارسة بالنظرية في وحدة ديالكتيكية, وبمعنى آخر يجب ان تطعم الممارسة بادراك نظري دوما ومن منطلق نقدي. وان تكون في الاخير هدفا لكل فعالية ثورية. 
ماركس ركز على الوحدة بين النظرية والتطبيق عن طريق وعي الجماهير وتحريكهم للثورة وتحقيق دولة البوليتاريا.(بمعني ان النظرية ترشد العمل والعمل يجب ان يعي الواقع).
ثالثا- من نقد الفكر الى نقد المجتمع 
انطلق رواد مدرسة فرانكفورت النقدية في نقدهم الفلسفي والاجتماعي من رفضهم للنظام الاجتماعي القائم وايديولوجيته. ولم يكتفوا بنقد الأفكار والنظريات وانما انتقلوا من نقد الأفكار الى نقد المجتمع ومؤسساته وخاصة الصناعية الرأسمالية وكذلك وسائل الاتصال التي تدعم ذلك والمجتمع الاستهلاكي الذي يمتلخ الافراد من جذورهم ويجعلهم يلهثون وراء بريق المدنية الزائف. وتجاوز النقد الادبي الى النقد الاجتماعي والثقافي والفلسفي والفني. 
الرواد الأوائل
تمثلت النظرية النقدية بعدد من المفكرين الاجتماعيين الذين ينتمي الغالبية منهم الى «اليسار الأوروبي» بعامة والألماني بخاصة، الذين سبقوا غيرهم في اثارة كثير من التساؤلات المعرفية التي تدعو الى الشك والقلق والجدل، عن طريق نقدهم الفلسفي والاجتماعي والسياسي ورفضهم للنظام الاجتماعي القائم وكذلك ايديولوجيته. 
ارتبط اسم النظرية النقدية بمؤسسها ماكس هوركهايمر وزميله ثيودور ادورنو كما ارتبط اسمهما بمعهد البحث الاجتماعي بجامعة غوته بفرانكفورت، الذي اتخذ في ما بعد اسم «مدرسة فرانكفورت».
تمثلت مدرسة فرانكفورت باتجاهات فلسفية واجتماعية وثقافية مختلفة تلتقي جميعا في نقدها للمجتمع ويمكننا ايجازها بما يلي:
1ـ ماكس هوركهايمر (1895 ـ 1973)
تمثل بالمنهج النقدي الجدلي الذي يهدف الى توحيد النظرية بالممارسة العملية وتقديم نظرية نقدية للمجتمع تستطيع الوقوف امام فكرة التسلط والعنف وتسعى الى جعل الفكر النقدي ليبراليا وغير ليبرالي في الوقت ذاته، وان لا تخجل من الصراع الاجتماعي الواقعي وان لا تبخل عن أية مهادنة، مع أية سلطة، ما دامت تهدف الى الاستقلالية وإلى تحقيق سلطة الانسان على حياته الذاتية، مثلما هي على الطبيعة.
2- تيودور أدورنو (1903 ـ 1969)
عالم اجتماع وفيلسوف وموسيقار وناقد فني كبير ويعتبر فيلسوف القرن العشرين لأعماله الفلسفية الرصينة.
- اشتهر كتابه ديالكتيك عصر التنوير، بالمشاركة مع هوركهايمر1947 وكتاب الجدل السلبي الذي صدر عام 1966 بحث فيه أسباب استلاب الفرد في المجتمع الصناعي الشمولي، مؤكدا على النقد السلبي هو نقد أيديولوجي. والسلب هو تحول العقل البشري الى أداة تستغلها الطبقة العاملة. ومن مؤلفاته الأخرى علم اجتماع الموسيقى وغيرها
3- هربرت ماركوزة (1898 ـ 1981) 
تمثل في رفض المجتمع القمعي القائم والثورة عليه من خلال تأكيده على الدور الحاسم والثوري للعقل في حياة الانسان وعدم النظر الى المجتمع من رؤية أحادية الجانب. من اهم مؤلفاته الانسان ذو البعد الواحد والعقل والثورة والماركسية السوفيتية 1958 وكان اول من انتقد من اليسار الأوربي التطبيق السوفيتي للماركسة وبين مخاطرها على مستقبل الاشتراكية في العالم. كما أشار الى وجود حركات تحرر داخل الحزب الشيوعي. وهو ما تحقق عام 1980. كما اشتهر فيما بعد كاحد ابرز مثيري الحركات الطلابية في المانيا وفرنسا وامريكا. كما اصبحت مفاهيمه السوسيولوجية ( مفهوم الرفض كطريق للثورة) رموزا وشعارات سياسية استخدمت في مظاهرات الشباب والطلبة في نهاية الستينات من القرن الماضي. 
4 – اريش فروم 1900-1980
وهو الاتجاه النفسي-ـ التحليلي الذي يتمثل بآراء ارش فروم والفرويديين الجدد، وهو اتجاه يقوم على مقدمات ماركسية في التحليل النفسي. ومن اهم كتبه الخوف من الحرية.
5- فالتر بنيامين 1898-1940 
اشتهر بالنقد الفني والأدبي وعلم الجمال ودمج النقد الاجتماعي بالمثالية الألمانية والمادية الديالكتيكية والأفكار الصوفية. ومن أهم كتبه: شارل بودلير وإعادة انتاج العمل الفني تقنيا. كما طور مفهوم الهالة التي تضفي على العمل الفني جماليته.
هرب من الحكم النازي الى فرنسا فانتحر على الحدود الفرنسية الاسبانية خوفا من القاء الغستابو القبض عليه.
6 - يورغن هابرماس (1929)
يعتبر هابرماس آخر وأهم رواد مدرسة فرنكفورت. أهتم بدراسة المجتمعات الرأسمالية المتأخرة(ما بعد الصناعية) ذات الايديولوجية التكنوقراطية كما صاغها في نظريته النقدية التواصلية التي تضع حلولا عقلانية لمواجهة تحديات الرأسمالية والعولمة وما بعد الحداثة.
من اهم مؤلفاته النظرية النقدية التواصلية التي هدف فيها الى بناء عالم عقلاني انساني ومنظم عن طريق الديمقراطية التعددية التي تقوم على التفاهم والتواصل والحوار العقلاني المستمر للتحرر من العقل الأداتي الذي يسيطر على العقل الأوربي.
كما انتقد رواد ما بعد الحداثة على موقفهم السلبي من العقل، الذي تدين له الحداثة والعقلانية والتقدم والتنوير.
نشأة النظرية النقـدية وتطورها
هناك عوامل ذاتية وموضوعية دفعت الى نشوء النظرية النقدية وهي:- 
آثار الحرب العالمية الاولى:
اضافة الى الآثار الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الوخيمة التي خلفتها الحرب العالمية الاولى من مآسي دامية وقتل وخراب ودمار وازمات حادة, فان آثارا حاسمة حدثت كنتائج مباشرة للحرب وهي :
1- قيام أول دولة اشتراكية في روسيا تسلمت فيها البروليتاريا مقاليد الحكم بيدها واصبحت حقيقة واقعة عام 1917 
وكان في مقدمة واجبات الاتحاد السوفيتي هي المحافظة على بقاءه اولا ثم تحقيق الاشتراكية ثانيا. 
هذه الحقيقة اثارت نقاشا حادا وواسعا بين اليسار الالماني الذي انقسم الى مؤيد للدولة الاشتراكية الجديدة أو ناقد لها اوغير مؤيد مكترث بها. انطلاقا من قضية أساسية هي ان بناء الانسان أولا ثم بناء الدولة!
2- قيام جمهورية فايمار عام 1919 -1933
قامت جمهورية فايمار بقيادة الاشتراكيين الديمقراطيين بعد عزل القيصر الالماني. وكان هدف الجمهورية الفتية الاول هو تحقيق الاشتراكية. وقد وضعت اول دستور ديمقراطي واعادت وضع الاقتصاد الألماني الى قوته. غير ان جمهورية فايمار الفتية لم تستمر حيث سقطت عام 1933 بعد صعود هتلر الى الحكم.
3- فشل الحركات العمالية في اوربا وتحولها عن اهدافها الطبقية، بعد ان تحولت نقابات العمال الى شركات مساهمة.
ندوة احياء الماركسية وتأسيس المعهد
في ماي من عام 1924 التقى عشرون مفكرا في احد فنادق فرانكفورت (تيرنغر بانهوف) وعقدوا اول ندوة " حول الماركسية ". وكان من بين المشاركين في الندوة كارل كورش وجورج لوكاش وفردريك بولاك وفلكس فايل وكارل اوغست فتنوغل وهوركهايمر. وبدأت الندوة بنقاش الموضيع التالية: 
- الماركسية والفلسفة 
- الاستقلالية النسبية للعلوم الاجتماعية 
- أزمة علم الاجتماع وارتباطها بأزمة المجتمع البرجوازي
- وأزمة المجتمع الرأسمالي.
وهناك تبلورت فكرة تأسيس معهد للبحث الاجتماعي في جامعة فرانكفورت وقد تعهدوا على وضع اللبنات الأولى لنظرية نقدية تقف امام النظريات الاجتماعية التقليدية والوضعية التي سيطرت وما تزال تسيطر على الفكر في الجامعات الألمانية.
التاريخ والوعي الطبقي 1922 وتجديد الماركسية
اثار الكتاب ضجة واسعة بين اليسار الجديد بسبب تجديده للفكر الماركسي ونقده للديالكتيك المادي لانجلز الذي اعطى أهمية كبيرة لدور الحزب والطليعة حيث ربط لوكاش بين نظرية لينين في دور الطليعة القائد (الحزب) ونظرية روزا لوكسمبورغ لدور الوعي الجماهيري, او الدور الحقيقي للطبقة الثورية التي تمتلك الوعي الحقيقي.(كانت روزا لكسمبرغ أول من انتقد سياسة ستالين في تحريفها للماركسية).
قهوة ماركس
كانت " قهوة ماركس" في فرانكفورت قد بدأت باستقطاب اليسار الالماني وبصورة خاصة اعضاء مدرسة فرانكفورت بحيث كونت حلقة وصل بين المعهد في فرنكفورت ومعهد ماركس وانجلز في موسكو. وفي قهوة ماركس بدأ أسم هوركهايمر الذي كان من اشد انصار روزا لوكسمبورغ حينذاك, يلمع كواحد من ابرز رواد المقهى الفعالين . وبخاصة في نقده للمركزية البولشفية ونظرتهم النقدية الى ستالين الذي اضفى هالة على المادية التاريخية وحولها الى دكما(عقيدة) من القدسية. واعلن بانه لا يوجد الآن أي قائد اشتراكي يمكن اتباعه بعد اغتيال لوكسمبورغ في برلين عام 1919.
كما قامت هناك زمالة قوية بين ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو, تلك الزمالة الفكرية والعملية التي استمرت حتى وفاتهم, والتي كونت في الحقيقة حجر الاساس للنظرية النقدية.
التأسيس الفعلي للمعهد
لقد تحققت فكرة تأسيس معهد البحث الاجتماعي في جامعة فرانكفورت واصبح حقيقة واقعة عام 1923. وقد أرخ هوركهايمر تأسيس المعهد بعام 1923 في رسالة كتبها الى مارتن جوي يقول فيها:
" لم يكن للفلسفة الماركسية مكان في الجامعات الالمانية حتى ذلك الحين... وقد بدأ المشروع بمجموعة صغيرة ذات اهتمامات علمية مختلفة, توحدت من خلال قناعاتها باهتمام مشترك هو بناء نظرية نقدية في العلوم الاجتماعية ،حيث كان من الضروري التعبير عما هو سلبي, والتأكيد على الربط الجدلي بين النظرية والممارسة العملية, وان اهم ما يوحدهم, هو اتفاقهم على نقدهم للمجتمع القائم.."
وفي نفس العام عين غرينبورغ أول ماركسي يتقلد كرسي الاستاذية في تاريخ الجامعات الألمانية ويعلن اعترافه الصريح باتباعه المنهج الماركسي الجدلي كبديل للمنهج الوضعي والتاريخي المتبع في الجامعات الألمانية.
اهداف المعهد وبرنامجه
في مقدمة اهداف المعهد القيام بدراسات ميدانية نقدية تربط النظرية بالممارسة العملية بطريقة ديالكتيكية والاسترشاد بالفلسفة الماركسية ودراسة ميول العمال الاشتراكية التي اخذت بالضعف لمعرفة القوى المؤثرة في البنية الاجتماعية التي تقرر العوامل التي يعيش فيها الناس, اذا كانت تلك العوامل اقتصادية او نفسية او ذات طبيعة اجتماعية.
العلاقة الجدلية بين البناء الفوقي والتحتي
رأت الماركسية حتى الان, بان البناء الاقتصادي ( التحتي: طريقة وأسلوب وادوات ما ينتج) هو الذي يقرر البناء الفوقي ( الدولة والدين والقانون..الخ) وان وعي الناس هو انعكاس للبناء الاقتصادي.
لقد وجدوا بان أستقلالية البناء الفوقي عن البناء التحتي جعلت علاقات القوة اكثر صلابة وتسلطا على الوعي الفردي. ويجب ان تكون العلاقة ديالكتيكية.
نشاطات المعهد الرئيسية
قام المعهد بعدة نشاطات من اهمها :
1- اصدر المعهد مجلة البحث الاجتماعي 1931 "Zeitschrift fuer Sozialforschung " التي عبرت عن الرؤية النقدية الجديدة التي تبناها اعضاء المعهد. 
2- اجراء بحوث اجتماعية (ميدانية) حول الطبقة العاملة وفئات الموظفين في المانيا والدول الاوربية الاخرى وبصورة خاصة الدول الصناعية منها, وجمع الاحصائيات والمعلومات والمصادر اللازمة للبحوث.
3- تاسيس فرع للمعهد في جنيف بسويسرا كانت مهمته جمع المعلومات والاحصائيات اللازمة لدراسة وضعية الطبقة العاملة في اوربا والعالم. وقد اقام المعهد علاقات وثيقة مع منظمة العمل الدولية في جنيف للحصول على المعلومات والوثائق المطلوبة حول الطبقة العاملة في اوربا والعالم.
4- الاهتمام بالبحوث الامبيريقية النقدية التي تعتمد على الاحصائيات العلمية الموثقة التي تربط المعرفة بالممارسة الصحيحة.
5- مشروع لدراسة "العائلة والسلطة" عكس وجهة النظر النقدية للانسان الحديث, وربطت بين الاقتصاد وعلم التاريخ ونظرية المجتمع والتحليل النفسي معا.
في المنفى
في منتصف الثلاثينات اضطر اغلب أعضاء مدرسة فرانكفورت الى الهرب الى فرنسا وبريطانيا ومنهما الى أمريكا. وهناك استطاعوا نشر أهم واغلب أفكارهم في النظرية النقدية.
تقييم ونقد
1- ان اغلب أعضاء مدرسة فرانكفورت ينحدرون من أصل بورجوازية، بالرغم من تعاطفهم مع الحركات الاشتراكية
2- لم يلتزموا مشروعا سياسيا كما عمل غرامشي
3- بالغوا في نقدهم للعقلانية الأداتية
4- لم ينزلوا عن ابراجهم العاجية دون الاكتراث بما يحدث في الشارع من ثورة الطلاب، ولكنها ولدت أفكار وشعارات ثورة الطلاب والشباب لعام 1968
5- أول من طور النظرية النقدية الجدلية والنقد الذاتي وجدلية العلاقة بين النظرية والممارسة وفضح تناقضات المجتمع الرأسمالي ومؤسساته. ومع اختلاف اتجاهاتهم العلمية، فانهم متفقون على نقدهم للمجتمع الصناعي الشمولي وما يفرزه من تناقضات، وبخاصة ثقافتة البرجوازية.