المنهج التجريبي له حدود. يقوم على عاملين : 1-
التحليل ، 2- التركيب
التحليل: تبسيط الظاهرة و تحليلها و عزل أجزائها
بعضها عن بعض.
التركيب : يمكن التأليف بين العناصر من جديد للتحقق
ما إذا كان التركيب يؤدي إلى وجود نفس الظاهرة التي سبق تحليلها أم لا .
الأمر يختلف بالنسبة للظواهر الاجتماعية ، فالعلاقة
ببن الأجزاء ليست آلية ميكانيكية و إنما هي علاقة ديناميكية .
تصبح أهمية النظرة الشاملة ضرورية للدراسات العلمية و الاجتماعية . فإلى جانب التحليل نحن في
حاجة إلى إطار نرد إليه العناصر التي حللناها و إلا فقدت العناصر قيمتها و دلالتها
و أهميتها..
يجب أن يتجه الباحث وجهة تكاملية: عن طريق فهم الظواهر
الاجتماعية في مجالها الاجتماعي و الثقافي على أساس التفاعلات التي بينها حتى يمكن
تكوين صورة حقيقية عن الواقع الاجتماعي بأبعاده المتعددة و علاقاته المتشابكة و في
صورته الكلية.
أسس الدراسة التكاملية :
يستند المدخل التكاملي إلى نموذج تصوري عضوي يقوم
على النظرة الكلية للمجتمع على أساس الترابط بين مختلف الظواهر و النظم الاجتماعية.
سو روكين : التصور المتكامل لظواهر الحية الاجتماعية
يستند إلى مجموعة من العناصر ، منها ما يشير إلى طبيعة الواقع الاجتماعي ، و منها ما
يرتبط بالمكونات البنائية للظواهر الاجتماعية ، ومنها ما يعبر عن الصورة التي تترابط
بها الظواهر الاجتماعية
.
الواقع الاجتماعي يحتوي على عناصر رمزية تتمثل في
المعاني و القيم و المعايير و لها دلالتها الجوهرية في التفرقة بين المستويات الثلاثة
في الواقع:
1- المستوى العضوي
2- المستوى دون العضوي
3- المستوى فوق العضوي .
و افتراض واقع خاص للظواهر يترتب عليه:
1- تفسير الظواهر بظواهر من مستواها.
2- استخدام بناء منهجي يتلاءم مع طبيعة الظواهر الاجتماعية الخاصة.
تتكون الظواهر الاجتماعية من ثلاثة عناصر :
1-
المعاني و القيم و المعايير
: تفرض نفسها على الظواهر العضوية
2-
الكائنات البشرية تخضع للتفاعل الذي تمليه المعاني و القيم و المعايير
3-
-الوسائل
و الأدوات المادية تتجسد بمقتضاها المعاني و القيم و المعايير و هو ما نطلق عليه الأساس
المادي للمجتمع.
يتحقق وجود بعض الظواهر الاجتماعية في مستويات ثلاثة:
1- المستوى الأيدولوجية القائم على عقل الفرد و الجماعة
2- المستوى السلوكي الذي يتحقق في التفاعل الاجتماعي و العلاقات المتبادلة
3- المستوى المادي الذي يجسده كل ما يحتويه الأساس المادي للمجتمع من أدوات
و وسائل مادية.
و للظواهر الاجتماعية ثلاثة جوانب :
1- الجانب الثقافي
2- الجانب الاجتماعي
3- الجانب الشخصي
تترابط فيما بينها برباط عضوي يترتب عليه نتيجة
هامة:
إن أي نظرية تحاول وصف و تفسير ظاهرة من ظواهر المجتمع
دون أن تأخذ في الاعتبار مكونات المجتمع و عناصر الثقافة و الشخصية تعتبر نظرية قاصرة.
و من هنا برزت أهمية النظرة الكلية للمجتمع التي
تستند إلى التصور الاجتماعي لطبيعة الإنسان و إلى ترابط الظواهر الاجتماعية فيما بينها
و ارتباط هذه الظواهر ببناء المجتمع و ثقافته.
و هناك صورتان للترابط بين الظواهر الاجتماعية :
1- الترابط الذري للعناصر الاجتماعية و الثقافية على أساس التجاور المكاني.
2- الترابط النسقي لهذه العناصر و الذي يتسم بارتباط العناصر بعضها ببعض
بحيث يؤثر كل عنصر في غيره من العناصر.
و وضح هندرسون فكرة الترابط النسقي في النموذج : يتكون هذا النموذج من أربعة أجسام ( أ، ب ، ج ، د ) مثبتة في إطار بواسطة خمسة خيوط
مرنة قابلة للشد ( 1، 2 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ) و تتصل الأجسام الأربعة ببعضها بواسطة خمسة
خيوط مرنة هي ( 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ) ، فإذا حركنا الخيط رقم ( 5 ) الذي يربط الجسم ( ج ) بالإطار ليصل إلى نقطة ( و ) مع ترك بقية
الخيوط ثابتة في مكانه . فما الذي يحدث ؟؟؟
يستخلص هندرسون من هذا المثال النقاط التالية :
1- يتكون النسق من جملة أجزاء متميزة .
2- يقوم بين هذه الأجزاء نوع من الاعتماد المتبادل بحيث أن كل جزء يؤثر في
بقية الأجزاء و يتأثر بها
.
3- يتألف النسق بصورته الكلية من كل هذه الأجزاء.
إذن كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية يرتبط بغيره
من الجوانب ارتباطا عضويا لا يمكن فهمه إلا عن طريق معرفة التفاعلات و الارتباطات القائمة
بينه و بين غيره من الجوانب.
و على ذلك للترابط بين الظواهر صورتين :
1- الترابط السببي
2- الترابط الوظيفي
يعتمدان على ضرورة
ملاءمة البناء المنهجي للعلوم لطبيعة الوقائع الاجتماعية . و يستخدم الأساليب و الإجراءات
التي تتلاءم مع صورة الترابط الذري ، و على الأساليب التي تعتمد على التصور المتكامل
لعناصر الواقع الاجتماعي
.
لابد من إطار نرد إليه الظواهر و هذا الإطار هو
الذي يتفق و أبعاد الدراسة التكاملية.
دراسة المجتمع و أبعاد الدراسة التكاملية:
يستند المدخل التكاملي إلى نموذج تصوري عضوي نسقي
ينظر إلى المجتمع كوحدة متكاملة. و من ثم تتضمن أعاد الدراسة جميع الوقائع الاجتماعية
بجوانبها المتعددة و علاقاتها المتشابكة و هذه الأبعاد:
1-
البعد الايكولوجي
2-
البعد البشري
3-
البعد الاجتماعي
4-
البعد الثقافي
5-
البعد التاريخي : الظواهر زمانية .
_________________________________________________________
* عبد الباسط محمد حسن ، أصول البحث الاجتماعي ، مكتبة وهبة ، 1998 ، ص ص 107- 117
* عبد الباسط محمد حسن ، أصول البحث الاجتماعي ، مكتبة وهبة ، 1998 ، ص ص 107- 117
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق