التنمية البشرية كمتغير في بناء التنمية الاجتماعية الاقتصادية :
1- مفهوم التنمية البشرية:
منظور التنمية الشاملة المتكاملة ينظر إلى العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية و الهدف النهائي للتنمية الاجتماعية الاقتصادية .
المنظور الاقتصادي : يرى العنصر البشري باعتباره قوة العمل التي تؤدي النشطة الاقتصادية ..
فحجم و نوعية الموارد البشرية المتاحة أحد مقومات التنمية الاقتصادية و محدد لها في نفس الوقت: لأنها تعتمد على الفئة المنتجة فقط و المؤهلة.
المفهوم الاقتصادي للتنمية يعني أن الإنسان ما هو إلا مورد بشري يدخل ضمن باقي الموارد التي تشكل العملية الإنتاجية و تنطبق عليه نظرية العرض و الطلب.
لذلك فأن الاستثمار المثل للموارد البشرية يعد هاما في إطار محددات النمو الاقتصادي.
استثمار رأس مال بشري -------> مردود اقتصادي --------> إنتاجي .
يرتبط ذلك بتنمية المهارات و القدرات البشرية ( مجال العمل )
تقارير الأمم المتحدة منذ التسعينيات عن التنمية البشرية تجاوزت المفهوم الاقتصادي .
أصبحت تعني تحسين الموارد نوعا.
الناس هم الثروة الحقيقية .
إذن التنمية البشرية هي:
1- تشكيل القدرات البشرية
2- الانتفاع بقدراتهم في مجالات العمل و التمتع بوقت الفراغ.
هذا المفهوم الجديد للموارد البشرية يعني المشاركة الديناميكية .
لابد من الاهتمام بالعلاقة بين النمو الاقتصادي و التنمية البشرية و ذلك للأسباب التالية كما يقررها تقرير التنمية البشرية:
1- بعض دول العالم الثالث ذات معدلات نمو في الناتج القومي الكلي في حين أن هناك حالات من الحرمان الاجتماعي الاقتصادي الذي تعاني منه شرائح كبيرة من الناس.
2- إن ارتفاع الدخل في الدول المتقدمة لا يعني خلوها من المشكلات الاجتماعية.
3- إن بعض الدول ذات الدخل المنخفض حققت مستوى مرتفع من التنمية البشرية عن طريق الاستخدام الماهر للقدرات المتاحة البشرية .
4- الأزمة الاقتصادية في الثمانيات أدت إلى تحجيم جهود التنمية البشرية في كثير من المجتمعات النامية.
و يجب أن تذكر أن التوسع في الإنتاج و الثروة ما هو إلا وسيلة لتحقيق غاية.
التقرير رتب مستويات الدول في مجال التنمية البشرية و حدد نصيب الفرد من الدخل القومي الكلي و ربطها بمؤشرات أساسية لقياس التنمية ( العمر – مستوى المعرفة: قراءة و كتابة - مستوى المعيشة ).
ترتب على جهود التنمية البشرية إعادة نظر في مفهوم التنمية الاقتصادية ، " ولبرت مور" يتساءل عن :
- الهدف أو الأهداف المشتركة
- مضمون أو محتوى الهدف
الاقتصاديون أيضا قاموا بمراجعة لنظرياتهم و أطروحاتهم ، فالعلاقة بين خصائص قوة العمل و التنمية الاقتصادية ليست العامل الأساسي في التنمية البشرية .
تنمية الموارد البشرية يعني تنمية المهارات و القدرات .
2- منهج التنمية البشرية:
لا تعني التنمية البشرية فقط تحسين دخل الفرد أو معدلات البطالة أو العمالة و لكنها تتضمن البعد الثقافي للحياة الاقتصادية الاجتماعية التي تؤثر على تنمية القدرات البشرية و منها :
- أنماط التعليم
- الأوضاع الاجتماعية
- القيم الثقافية
- الأوضاع الصحية و السياسية و الإدارية. بمعنى الانتقال من المقياس الاجتماعي الواسع إلى الفرد وربط التنمية بتنمية الإنسان .
- يعد منهج التنمية البشرية أحد مقومات تطوير الموارد البشرية و يتضمن:
1- الأوضاع السكانية : الاستغلال الأمثل للموارد السكانية
2- الأوضاع الصحية: تحسين مستويات الرعاية الصحية( خفض الوفيات....)
3- الأوضاع السكنية: رفع مستوى المعيشة
4- أوضاع العمل: تطوير تقسيم العمل
5- الأوضاع التكنولوجية: استخدام و إنتاج تكنولوجيا متطورة
6- أوضاع التعليم: تطوير و تجويد البرامج
7- الأوضاع الإدارية: تطوير الإدارة و تبني التخطيط
8- الأوضاع الاجتماعية: تنمية ثقافة العمل و مفاهيم
9- الأوضاع الطبقية : المرونة و الحراك
10-الأوضاع السياسية: عدم احتكار السلطة و تعزيز الديمقراطية و الحكم الصالح
و عليه لتحقيق التنمية لابد من التزامن الاجتماعي لعناصر التنمية بشكل عام و عناصر التنمية البشرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق