إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 7 سبتمبر 2012

الإنسان أساس التغير (2)

 
يمكن أن تتحقق التنمية المستدامة  من خلال تنمية الفرد ،  بناء على تصور العلاقة بين الفرد و مجتمعه و ثقافته و الدوائر التي يتحرك فيها و من خلالها ( أسرة ، مجتمع محلي ، مجتمع مدني ، جماعة  إلخ .. ) و عليه فإن هناك خيارات ثلاثة  تتمثل في صورة مبادرات أو  إجراءات و هي على النحو التالي :  
الإجراء الأول
يعتمد على مبدأ المشاركة  المجتمعية،  من أجل تأسيس و توطين الديمقراطية و دعمها ، وجعلها جزءاً من التنظيم المجتمعي، لتصبح  محور العمل فيه. الذي  يتطلب بدوره غرس القيم المشاركة التي  تعتمد على آليتين أساسيتين هما :
            السلوك الديمقراطي.1-
            المجالس المنتخبة. 2-
وعلى ذلك  يحتاج السلوك الديمقراطي إلى غرس قيم إيجابية محددة لدى أفراد المجتمع  من بينها : المرونة الفكرية، قبول الرأي الآخر و إحترامه ، المعارضة من خلال الآليات القانونية المتوفرة، المبادرة الشخصية.. الخ. .. ولا تصبح القيم الديمقراطية حقيقة إلا من خلال تبني الدوائر التي يندمج فيها الفرد لها ( أسرة ، مجتمع مدني ، مجتمع محلي  إلخ ..) وتبني قيم وأساليب العمل الديمقراطي، الذي لابد ان يظهر في  مناهج التعليم، المجتمع المدني ، المجالس امنخبة ، المؤسسات الإجتماعية  التي ترتكز في  جوهرها على مبدأ المشاركة . و حينئذ  يصبح الإنسان منتجاً ومستفيداً في نفس الوقت .
          الإجراء الثاني
يقوم على آلية  نشر الفكر القانوني في المجتمع،  و ذلك عندما يتم التحكم  والتنظيم في حركة المجتمع ومؤسساته المختلفة من خلال القانون، وليس من خلال المبادرات الشخصية والأحكام الذاتية. مما  يتطلب إيجاد آليات تشريعية  يكون نهجها التنمية والبناء والموضوعية والنقد الذاتي البناء .
الإجراء الثالث
يرتكز على نشر الوعي والثقافة المؤسسية، بمعنى إرساء التنظيمات المؤسسية الحديثة ( رسمية و مدنية ، عامة و خاصة ) قادرة على تلبية احتياجات التنمية ، وتتوفر  فيها الآليات االملائمة  لضبطها  وإنتاجها  و تنظيمها ، ولا تتحقق  هذه إلا من خلال توسيع نطاق التنظيمات المؤسسية لكي تشمل جميع فئات المجتمع وأنشطته ، بحيث  تصبح الروح المؤسسية هي النمط الشائع في العمل، وأن تتمتع هذه المؤسسات بثقافة مؤسسية فاعلة ، جوهرها  التخطيط و الإنتاج والتنظيم والتطوير والمبادرة والشفافية ،  وتبنى السياسيات الرشيدة المستندة على المنهج العلمي الموضوعي التنموي  لتحقيق أهدافها .
فاصلة أخيرة  ...إن الإنسان هو نقطة البداية وهو نقطة النهاية .. فبدون الإنسان لا يمكن أن نخلق المبادرات، ولا أن نستفيد من الإمكانيات؛ فالإنسان هو الذي يشكل القيم ويطورها إذا أراد، وهو الذي يبني المؤسسات والتنظيمات ويفعلها و ينهض بها أو يعيق أدائها  أيضا  وهو محور التنمية المستدامة و محركها .