إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 2 يناير 2012

موجز تاريخ الفكر الاجتماعي

جهينة سلطان سيف العيسى
خضر زكريا
كلثم  علي الغانم
الأهالي للطباعة و النشرو التوزيع
سورية - دمشق
الطبعة الأولى 2001 م

شكل تاريخ الفكر الاجتماعي سلسلة متعاقبة من الأفكار و الآراء و القيم و الايديولوجيات التي لا زال تأثيرها و اضحاً في كتابات علماء الاجتماع حتى وقتنا الحاضر .
ففي كل أطوار التفكير الاجتماعي ، كانت الهواجس و الآمال و التطلعات التي راودت المفكرين و الفلاسفة ، هي نفسها في أغلب الأحيان . و التي تبلورت في أهداف " النقد " و " إعادة البناء " ، نقد المجتمع و إعادة بنائه أو على اقل تقدير إصلاحه ، و في بعض الأحيان تكريسه .
و مع ذلك فإن الإهتمام الجلي بسعادة المجتمعات الإنسانية ، من قبل المفكرين ساعد في نهاية الأمرعلى ظهور العلم الاجتماعي ، و إذا كان هدف العلم الطبيعي يتمثل في زيادة إمكانية السيطرة على موارد الطبيعة و تسخيرها لفائدة الإنسان ، فإن هدف العلم الإجتماعي هو تصحيح البيئة الإجتماعية ، بما يساعد على توفير أكبر قدر من السعادة للإنسان  .
و في كل مراحل تطور الفكر الاجتماعي ، نجده قد تأثر بمجموعة الظروف السياسية و الثقافية ، و كذلك بالظروف الاجتماعية الاقتصادية السائدة ، مثل أنماط الأنشطة الإقتصادية ، و توزيع الملكية وعلاقات العمل ، هي الظروف التي شكلت منطلقات الواقع الفكري الأيديولوجي لكل مرحلة ، و التي تعتبر حسب سياق حركة تاريخ المجتمعات الإنسانية ، مفتاحاً للمرحلة التي سبقتها ، و تمهد للمرحلة التي تليها ، إنه التراكم المعرفي اللازم الذي يتيح للمجتمع تجاوز واقعه و الولوج في مرحلة جديدة من تطوره الاجتماعي و السياسي و الفكري  .
إن التعرف على الخلفيات التاريخية و الاجتماعية للفكر الاجتماعي ، هو المعين الحقيقي في الكشف عن القوانين التي تحكم تطور المجتمعات الإنسانية ، و الدور الذي لعبته الأفكار الاجتماعية و السياسية التي قدمها فلاسفة كل عصر و المهتمون بشؤون المجتمع الإنساني و المصلحون الدينيون ، بوصفها جزءاً من المعرفة الاجتماعية و الثقافة الإنسانية العامة ، في تقدم هذه المجتمعات ، كما تعين من ناحية أخرى في الكشف عن خصائص المجتمعات الإنسانية في كل مرحلة من مراحل تطورها التاريخي .
و إذا كانت مصادر المعرفة الاجتماعية متعددة ، و لا تقتصر على الفلسفة الاجتماعية و التاريخ و الأنثروبولوجيا ، و مجالات الأدب المختلفة و الآداب الشعبية عامة ، و الفنون  الأخرى كالرسم و النحت و التصوير و المعمار ، و مصادر أخرى كالتشريعات و القوانين و اساليب العمل و التجارة  .. الخ  و أخيرا العلوم الطبيعية بعامة . فإن دراسة تاريخ الفكر الاجتماعي ، تساعد على بلورة المعرفة المتخصصة في مجال المجتمع ، بالإضافة الي توحيدها .
فعلى الرغم من أن المنهج التاريخي قد يؤدي الى إتساع أفق المعرفة الاجتماعية ، لكي تشمل الأفكار الاجتماعية الأولية كما ظهرت في الحضارات الموغلة في القدم الى الأفكار الميتافيزيقية عند اليونانين القدماء ، الى الأفكار الراديكالية الطوباوية في وقتنا المعاصر ، إلا أن دراسة تاريخ الفكر الاجتماعي سوف يساعد على ملاحظة العلاقة العضوية بين تطور هذا النوع من الفكر و تطور المجتمعات الإنسانية .
و لقد احتاج العلم الاجتماعي ، شأنه شأن باقي العلوم ، لفترة زمنية طويلة تعتبر في أصولها جزءاً من تطور المجتمعات الإنسانية . إلا أن التاريخ يشير إلى أن هذا النوع من الفكر رغم أنه قد بدأ مبكراً  ، إلا أن عملية نضجه قد احتاجت لزمن أطول من باقي العلوم ، لكي تصل الى مرحلة النضج المطلوبة ، و التي مع ذلك يرى البعض أنها لم تتحقق حتى الآن . و في الحقيقة ، فإن النضج يعني أن المجتمعات الإنسانية قد وصلت الى مرحلة فقدت فيها خاصية التغيير  التي تلازمها دائماً ، بل تعتبر أحد قوانين مصاحبات معينة لهذه الاحتياجات ، وهو الأمر الذي لا يمكن تصوره في ضوء الطبيعة الإنسانية المتغيرة و المتطلعة إلى آفاق جديدة في شكل علاقاتها الاجتماعية .
إن خاصية التغير الاجتماعي ، هي التي تظهر العلم الاجتماعي و كأنه لا يزال يواصل إكتشافاته في محيط الحياة الاجتماعية ، الأمر الذي تكون له آثاره التي قد يراها البعض معوقة لعملية نمو المعرفة العلمية الدقيقة المرتبطة بهذا المجال ، و بالتالي تقلل من فرص الإنسان في السيطرة على شؤون حياته الاجتماعية  .
و الواقع أن هذا الهدف لا يعد غاية هذا النوع من المعرفة ، لأن العلم الاجتماعي هو في الأساس علم نقدي ، يكشف عن خصائص المجتمع و الظروف المسيطرة عليه ، و التي قد تعيق تقدمه أو تؤثر على نمط العلاقات السائدة فيه ، لذلك فهو علم قد يساعد على الإصلاح  أو حتى  توفير الوقاية ، و في بعض الأحيان التجديد ، من خلال الأفكار التي يطرحها حول مستقبل هذه المجتمعات . لكن هذا لا يعني أن الهدف الأساسي للعلم الاجتماعي هو تسخير المجتمع لأهداف معينة .
حاول هذا الكتاب أن يتناول المسائل المشار إليها بعين الإعتبار ، و بخاصة مسألة الترابط بين الفكر الاجتماعي في مكان و زمان معينين ، و الظروف الاجتماعية -الإقتصادية و السياسية التي سادت فيهما  .كما حاول أن يبين وحدة التراث الفكري الاجتماعي للبشرية جمعاء ، عبر التنوع و التعدد و الإختلاف . و أن كل شعب من الشعوب التي ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية ، قد اعتمد في فكره الاجتماعي على أفكار الشعوب التي سبقته ، و ترك للشعوب التي تلته عناصر فكرية جديدة تستند إليها لمزيد من الإبداع الفكري ، و مزيد من التقدم الاجتماعي  .و يحتوي الكتاب عل سته فصول :

-    مقدمة
- الفصل الأول   : بدايات الفكر الاجتماعي في الحضارات الشرقية القديمة
- الفصل الثاني   : الفكر الاجتماعي في الحضارتين اليونانية و الرومانية
- الفصل الثالث   : الفكر الاجتماعي في العصور الوسطى الأوروبية
- الفصل الرابع   : الفكر الاجتماعي في الحضارة العربية الإسلامية
- الفصل الخامس : الفكر الاجتماعي في عصر النهضة و عصر التنوير
- الفصل السادس : الثورة الصناعية و نشأة العلوم المستقلة

هناك 4 تعليقات:

  1. اريد تعريف وانواع وخصائص الفكر الاجتمعي

    ردحذف
  2. نشاة وتسمية والتاريخ واصل السكان وحصائص الحضارة الفرعونية ارديها مستعجلة

    ردحذف
  3. الفصل الخامس الفكر الإجتماعي في عصر النهضة رجاءا

    ردحذف
  4. الفصل الخامس الفكر الإجتماعي في عصر النهضة رجاءا

    ردحذف