إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 أغسطس 2012

وجع قلب 1*

وتمر السنين ..  اليوم... ثلاثة أعوام مرت على رحيلك.. لله ما أصعبها و ما أمرها من سنين .. في هذة السنوات الثلاث تحققت كثير من أحلامك .. تحررت ليبيا .. إنتصر الشعب .. و عاد المنفيون .. و المغتربون .. و المهجرون قسراً .. دونك .. لم تفرح بالتحرير .. لم تر تراب الوطن .. لم تشبح النخيل .. لم تزر الفتحلية ..و لا صبراتة الأبية ..
وشكل مجلس إنتقالي و حكومة إنتقالية .. وتوّجت بانتخابات المجلس التأسيسي ..  وغلبت روح الوطنية على التوجهات الجهوية و القبلية الى حدٍ كبير.. و تحدث بعض رفاقك في المحطات الفضائية عن دور المعارضة الليبية خلال العقود الماضية ...  و ذكرك البعض كأحد المؤسسين في هذه التنظيمات الوطنية .. كلها أمور كنت تحلم بها و عملت من أجلها  لأكثر من ثلاثين عاماً .. شاركتك أحلامك و تغلبت على خوفي عليك بإيماني بالله  ..  و بثقتي فيك  ....فليبيا كانت معك .. في كل الأوقات .. و في جميع الأماكن ..فطريقك ينعطف إليها دون قصد   .
ومرت ذكرى وفاتك الثالثة بهدوء غريب ..  يسبق عاصفة الأحزان  التي لم تظهر إلا  متوارية في عيني إبنتنا ..  التي تحاول أن تخفي حزنها و ألمها عني ..  و تواري حزنها خلف إبتسامه .. تدري أنها تمس شغاف قلبي ..في الوقت الذي أحاول فيه أن أكتم حزني عنها .. إلا أن  قلب الأم و إحساسها يكشف كل مستور .. فهو من القلب الى القلب .. هو من النظرة إلى النظرة .. فألم و حزن نور عيني إبنتي لا يمكن إخفاؤه عني ..  مع إبتسامتها و محاولتها إخفاء حزنها ....هي صابره و محتسبه عند الله ...
و هكذا تتسرب السنين من عمرنا كرمل ناعم على منحدر .... فمازال صوتك في أذني ... مازلت أراك أمامي و أحس بك ...لم تفارقني لحظة  .. كل شيء يذكرني بك و فيك ..  فلك الرحمة و المغفرة من الله العلي القدير ... و لنا الصبر و الإحتساب و السلوان ... يا من وجدتني قبل أن أجدك ... و رحلت عني حين وجدتك .... و يا من لقيتني قبل أن ألقاك ... و رحلت سريعاً حين لقيتك ... يا من علمني الصبر .. و أمسى الصبر مراً بعدك ..

فاصلة أخيرة :السيرة الطيبة كشجرة النخيل.. لا تنمو سريعاً  .. لكنها تثمر رطباَ حلوا و  تعيش طويلاً.. و هكذا سيرتك ..
____________________________________________________________________
كتبت يوم الأربعاء 11/ 7 / 2012 * 

هناك تعليق واحد:

  1. هكذا تتسرب السنين من عمرنا كرمل ناعم على منحدر .... فمازال صوتك في أذني ... مازلت أراك أمامي و أحس بك ...لم تفارقني لحظة .. كل شيء يذكرني بك و فيك .. فلك الرحمة و المغفرة من الله العلي القدير ... و لنا الصبر و الإحتساب و السلوان ... يا من وجدتني قبل أن أجدك ... و رحلت عني حين وجدتك .... و يا من لقيتني قبل أن ألقاك ... و رحلت سريعاً حين لقيتك ... يا من علمني الصبر .. و أمسى الصبر مراً بعدك ..

    كلمات مؤلمة جداً لا تخرج إلا من قلب رقيق وحساس ومحب..

    أسال الله ان يجمعكم في جنة الخلد أنتي ومن أحببتِ..

    وفقك الله..

    ردحذف