إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 17 فبراير 2019

رمادي داكن



" رمادي داكن " للكاتب طالب الرفاعي  مجموعة قصصية متميزة كل قصة  قصيرة تأخذك إلى مكان لا انتظار فيه و لا ترقب .. و لكن تثير خيالك و أفكارك و تبدأ في تكملة كتابتها لتصبح رواية في ذهنك و أعماقك .. كل قارئ يكتبها بطريقته الخاصةو خبرته النوعية ..
مجموعة قصصية كتبت بأسلوب سلسل و لغة سهلة ممتنعة معاً .. تنساب كلماتها كإنسياب موج بحر هادئ .. تتغلغل في روحك و ثناياك دون أن تشعر .. تشرق كلماتها ولا تغرب عن ذاكرتك.. تعيدها و تكررها في حالات صفوك و كدرك .… تصل إلى نهاية القصة و تتمنى ألا تنتهي .… و عندما تتأكد أن الصفحات انتهت .. تبدأ في تخيُل نهاية أو نهايات من وحي خيالك .. فكأنما تسرق أفكار الكاتب .… و هي في تصوري سرقة مشروعة .. فالكتابة التي       لا ثير التساؤل أو تداعي الأفكار في نظري عقيمة لا جدوى منها
تميز بعضها بأبعاده الاجتماعيةفقصة " لحية وشارب " على سبيل المثال تتناول العنف الأسري و السيطرة الأبوية بطريقة غير مباشرة .. سيطرة الزوج على زوجته و التحكم في دخلها و قسرها على الاقتراض و ارتباطها بحرية المرأة الشخصية شكلاً ومظهراً تشير إلى أحد أشكال العنف الأسري.أما القصة الثانية " قرب المدخل " فهي تتعرض إلى العلاقات الاجتماعية الفوقية المرتبطة بالبعد المادي... و كذلك في "جيش نمل " التي تبين معاناة العمالة الوافدة .. و أما قصة " صورتان" تتناول قضية المؤسسات الأزلية ألا و هي احتلال ذوي الشهادات المزورة المناصب العليا و التستر عليهم .… و يرتبط بها قصة " طبق الأصل "   التي تركز على تفشي ظاهرة المظاهر الخادعة .
و هكذا تجد في الأربع و العشرين قصة حكاية لم ترو و تصور واقعاً اجتماعياً يزخر بالبؤس 
و النفاقكُتبت لتبقى في ذاكرتك .

    • فاصلة أخيرة
عندما رحل .. أخذ معه كل ألوان الطيف ..و ترك اللون الرمادي .
جهينة سلطان العيسى
٢٠١٩/٢/١٧


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق