إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 15 فبراير 2012

الثقافة

1- إن  مفهوم الثقافة Culture يشير حسب تعريف تايلور(1913) إلى المعرفةو المعتقدات و الفن و الأخلاق و القانون و العادات و أي قدرات أخرى أو عادات يكتسبها الإنسان بصفته عضوا في المجتمع . و قد و ضع جود أينف ( Marshal ,1972 ) ذا التعريف في قالب أكثر إجرائيا إذ قال " تحتوي ثقافة أي مجتمع على جميع الأشياء ( المادية و غيرالمادية ) التي يجب أن يعرفها أفراده و يؤمنوا بها لكي يسلكوا سلوكا مقبولا من الآخرين في مجتمع ما ، و التي تساعدهم على القيام بالأدوار التي يتوقعونها من أنسفهم و يتوقعها الآخرون منهم " . فالثقافة هي نت صنع الإنسان و تظهر من خلال سلوكه و تصرفاته كما أنه تؤثر على سلوكه .
وتصنف تعريفات الثقافة الى سبعة أقسام أساسية و هي تعريفات وصفية و تاريخية و معيارية و سيكولوجية و بنيوية و تطويرية و شمولية ( الساعاتي ، 1983 ) . فالتعريفات الوصفية تبرز محتويات الثقافة كتعريف تايلور ، أما المعيارية فهي تعتبر الثقافة كقاعدة أو أسلوب و تؤكد على أهكية المثل و القيم ، في حين أن التعريفات التاريخية تهتم أساسا بالتراث الاجتماعي ، على حين أن التعريفات البنيوية تتسم بتأكيد العلاقات التنظيمية المتبادلة بين مظاهر الثقافة المختلفة و إبراز الصفة التجريدية للثقافة . أما التعريفات التطورية فهي تلك التي اعتبرت الثقافة نتاجا و أفكاراً و رموزاً للمجتمع .
و التعريفات السيكولوجية بعضها يعتبر الثقافة عملية توافق و تكيف و أداة لحل المشكلات ، و يظهر في ذلك تأثير نظرية التعلم على المهتمين بتعريف الثقافة . كما أن هناك مجموعة من العلماء الذين حاولوا تعريف الثقافة من خلال التأكيد على أهمية عنصر التلم الإنساني و الإنتقال غير الوراثي لخصائصها .
2- تنتقل الثقافة تدريجيا الى الفرد عن طريق الإكتساب و التفاعل مع الآخرين إبتداءً من الوالدين و أفراد الأسرة في مرحلة الطفولة ، و إمتداداً مع السن الى المجتمع بأفراده و مؤسساته المختلفة .
3- تقوم الأسرة ، سواء كانت ممتدة أونووية بنقل الثقافة الى الطفل عن طريق التنشئة الاجتماعية التي تحدد طريقة تربيته و معاملته و كيفية مكافأته و عقابه في مجالات عديدة ابتداء من تغذيته الى غرس القيم التي توجهه  ، و من تحديد أدواره الى علاقاته مع الاخرين ، و من ضبط سلوكه الى إستقلاليته .
4- تتفق جميع الثقافات في عدد من المجالات التي تكون المظاهر الاجتماعية للشخصية ،غير أن النزعات السلوكية المرتبطة بها تختلف نوعاً و كماً من ثقافة الى أخرى . و قد حددها Inkles & Levinson , 1969 بالنزعات الست التالية :
      1 - الاتجاه نحو السلطة و القوة .
      2 - التحكم في السلوك العدواني .
      3 - مواجهة القلق و الأزمات .
      4 - الحاجات و الدوافع .
      5 - الإتكالية .
      6 - التوجه نحو الآخرين .
5- تحدد جميع الثقافات أدواراً لأبنائها ذكوراً و إناثاً ، كما أنها تحبذ صفات مشتركة بينهم و صفات خاصة مرتبطة بكل نوع منهم . و كلما تمايزت أدوار البنين و البنات كلما اختلفت نزعاتهم السلوكية في المجالات الستة المذكورة أعلاه . و هذه الاختلافات تعكس بعض جوانب الدورالذي يحدده المجتمع لكل منهم .
6- جميع الثقافات في تغير مستمر يختلف في سرعته من بيئة إلى أخرى و من فترة زمنية الى أخرى ، كما أنه يختلف من محتوى الى آخر من محتويات الثقافة . فسرعة التغير الثقافي في مجتمعات الخليج العربي في عصر إنتاج النفط أكثر مما كانت عليه في أيام الغوص على اللؤلؤ ، كما أنسرعة التغير في النواحي المادية من الثقافة أكثر مما هي عليه بالنسبة للجوانب غير المادية كالعادات و القيم و الاتجاهات . و هذه " الفجوة الثقافية " تترك أثرها على سلوك الفرد و شخصيته . أما أُر التغير على الشخصية ككل فيظهر بعد فترة زمنية يقدرها بعضهم بخمس و عشرين سنة مثل ( Terhune ,1970 ) الشخصية القومية هي مرتبطة بفترة زمنية محددة .
7- كلما تشابهت ثقافتان أو أكثر في محتوياتهما و ظروفهما الاجتماعية و المادية و الطبيعية كلما إزداد التشابه في النزعات اسيكولوجية في شخصية  أفرادهما ، و يميزهم هذا التشابه عن أفراد آخرين نشأوا في مجتمعات تختلف عنها ثقافياً . غير أن الظروف نفسها في مجتمعات مختلفة لا ينتج عنها بالضرورة نفس السمات الشخصية لإختلاف ردود الفعل لهذه الظروف أو الفاعل معها و الذي يعتمد على الفروق البيولوجية . كما أن التشابه بين أفراد مجموعة واحدة لا ينفي وجود فروق بينهم في مجالات أخرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق