إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 17 فبراير 2012

المدخل التكاملي في دراسة المجتمع


المنهج التجريبي له حدود. يقوم على عاملين : 1- التحليل   ، 2- التركيب
التحليل: تبسيط الظاهرة و تحليلها و عزل أجزائها بعضها عن بعض.
التركيب : يمكن التأليف بين العناصر من جديد للتحقق ما إذا كان التركيب يؤدي إلى وجود نفس الظاهرة التي سبق تحليلها أم لا .
الأمر يختلف بالنسبة للظواهر الاجتماعية ، فالعلاقة ببن الأجزاء ليست آلية ميكانيكية و إنما هي علاقة ديناميكية .
تصبح أهمية النظرة الشاملة ضرورية للدراسات  العلمية و الاجتماعية . فإلى جانب التحليل نحن في حاجة إلى إطار نرد إليه العناصر التي حللناها و إلا فقدت العناصر قيمتها و دلالتها و أهميتها..
يجب أن يتجه الباحث وجهة تكاملية: عن طريق فهم الظواهر الاجتماعية في مجالها الاجتماعي و الثقافي على أساس التفاعلات التي بينها حتى يمكن تكوين صورة حقيقية عن الواقع الاجتماعي بأبعاده المتعددة و علاقاته المتشابكة و في صورته الكلية.
أسس الدراسة التكاملية :
يستند المدخل التكاملي إلى نموذج تصوري عضوي يقوم على النظرة الكلية للمجتمع على أساس الترابط بين مختلف الظواهر و النظم الاجتماعية.
سو روكين : التصور المتكامل لظواهر الحية الاجتماعية يستند إلى مجموعة من العناصر ، منها ما يشير إلى طبيعة الواقع الاجتماعي ، و منها ما يرتبط بالمكونات البنائية للظواهر الاجتماعية ، ومنها ما يعبر عن الصورة التي تترابط بها الظواهر الاجتماعية .
الواقع الاجتماعي يحتوي على عناصر رمزية تتمثل في المعاني و القيم و المعايير و لها دلالتها الجوهرية في التفرقة بين المستويات الثلاثة في الواقع:
1-           المستوى العضوي
2-           المستوى دون العضوي
3-      المستوى فوق العضوي .
و افتراض واقع خاص للظواهر يترتب عليه:
1-           تفسير الظواهر بظواهر من مستواها.
2-           استخدام بناء منهجي يتلاءم مع طبيعة الظواهر الاجتماعية الخاصة.
تتكون الظواهر الاجتماعية من ثلاثة عناصر :
1-     المعاني و القيم و المعايير   : تفرض نفسها على الظواهر العضوية
2-     الكائنات البشرية تخضع للتفاعل الذي تمليه المعاني و القيم و المعايير
3-     -الوسائل و الأدوات المادية تتجسد بمقتضاها المعاني و القيم و المعايير و هو ما نطلق عليه الأساس المادي للمجتمع.
يتحقق وجود بعض الظواهر الاجتماعية في مستويات ثلاثة:
1-           المستوى الأيدولوجية القائم على عقل الفرد و الجماعة
2-           المستوى السلوكي الذي يتحقق في التفاعل الاجتماعي و العلاقات المتبادلة
3-           المستوى المادي الذي يجسده كل ما يحتويه الأساس المادي للمجتمع من أدوات و وسائل مادية.
و للظواهر الاجتماعية ثلاثة جوانب :
1-           الجانب الثقافي
2-           الجانب الاجتماعي
3-           الجانب الشخصي
تترابط فيما بينها برباط عضوي يترتب عليه نتيجة هامة:
إن أي نظرية تحاول وصف و تفسير ظاهرة من ظواهر المجتمع دون أن تأخذ في الاعتبار مكونات المجتمع و عناصر الثقافة و الشخصية تعتبر نظرية قاصرة.
و من هنا برزت أهمية النظرة الكلية للمجتمع التي تستند إلى التصور الاجتماعي لطبيعة الإنسان و إلى ترابط الظواهر الاجتماعية فيما بينها و ارتباط هذه الظواهر ببناء المجتمع و ثقافته.
و هناك صورتان للترابط بين الظواهر الاجتماعية :
1-           الترابط الذري للعناصر الاجتماعية و الثقافية على أساس التجاور المكاني.
2-           الترابط النسقي لهذه العناصر و الذي يتسم بارتباط العناصر بعضها ببعض بحيث يؤثر كل عنصر في غيره من العناصر.
و وضح هندرسون فكرة الترابط النسقي  في النموذج : يتكون هذا النموذج من أربعة أجسام  ( أ، ب ، ج ، د ) مثبتة في إطار بواسطة خمسة خيوط مرنة قابلة للشد ( 1، 2 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ) و تتصل الأجسام الأربعة ببعضها بواسطة خمسة خيوط مرنة هي ( 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ) ، فإذا حركنا الخيط رقم ( 5 ) الذي يربط الجسم  ( ج ) بالإطار ليصل إلى نقطة ( و ) مع ترك بقية الخيوط ثابتة في مكانه . فما الذي يحدث ؟؟؟
يستخلص هندرسون من هذا المثال النقاط التالية :
1-           يتكون النسق من جملة أجزاء متميزة .
2-           يقوم بين هذه الأجزاء نوع من الاعتماد المتبادل بحيث أن كل جزء يؤثر في بقية الأجزاء و يتأثر بها .
3-           يتألف النسق بصورته الكلية من كل هذه الأجزاء.
إذن كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية يرتبط بغيره من الجوانب ارتباطا عضويا لا يمكن فهمه إلا عن طريق معرفة التفاعلات و الارتباطات القائمة بينه و بين غيره من الجوانب.
و على ذلك للترابط بين الظواهر صورتين :
1-           الترابط السببي
2-           الترابط الوظيفي
 يعتمدان على ضرورة ملاءمة البناء المنهجي للعلوم لطبيعة الوقائع الاجتماعية . و يستخدم الأساليب و الإجراءات التي تتلاءم مع صورة الترابط الذري ، و على الأساليب التي تعتمد على التصور المتكامل لعناصر الواقع الاجتماعي .
لابد من إطار نرد إليه الظواهر و هذا الإطار هو الذي يتفق و أبعاد الدراسة التكاملية.
دراسة المجتمع و أبعاد الدراسة التكاملية:
يستند المدخل التكاملي إلى نموذج تصوري عضوي نسقي ينظر إلى المجتمع كوحدة متكاملة. و من ثم تتضمن أعاد الدراسة جميع الوقائع الاجتماعية بجوانبها المتعددة و علاقاتها المتشابكة و هذه الأبعاد:
1-                     البعد الايكولوجي
2-                       البعد البشري
3-                       البعد الاجتماعي
4-                     البعد الثقافي
5-                    البعد التاريخي : الظواهر زمانية .   
_________________________________________________________
* عبد الباسط محمد حسن ، أصول البحث الاجتماعي ، مكتبة وهبة ، 1998 ، ص ص 107- 117














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق