إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 24 ديسمبر 2011

مرثية العمر الجميل


ليثأ مثواه إنسان ..
إنه إنسان المبدأ و الكرامة ... تجده عندما تظهر الحقيقة.. و يعلو الرأي .. يؤكد باستمرار و إصرار إن المال و الكرامة خطان متوازيان ... لا يلتقيان أبدأ..لم يتمكنوا من شرائه..حاولوا  و حاولوا ..و فشلوا ..
طواك الثرى .... و مازلت حياً .. بمثلك  ... بقيمك. .. بمبادئك..
عاش منفيا طوال ثلاثين عاما .. إختار الغربة بما فيها من صعاب .. منها مخاطر التصفية الجسدية .. أو الغدر بالتسليم.. الى ان استقر به المقام في قطر .. بلد أَحبهُ  و أحبه .. كان بلا وطن. و لكنه زرع فينا أوطاناً لا تموت.. فقد رحل قبل أن تبزغ شمس الحرية في وطنه..
 رحلت أيها الغالي.. و لم تنتظر الربيع العربي .. ترى هل رحلت مبكراً .. أم أن الربيع جاء متأخرا....سنتان و نصف مضت على رحيلك.. لم أستطع أن أخط كلمة في حقك أو رثاء فيك.... صدمة الفراق قاسية مريرة ....  حتى رفقاء نضالك  لم أقو على الرد على تعازيهم أو مرثياتهم .. جف مداد قلمي ...كما جف الدم في عروقي ..يا فارسا لم يرتجل قط..وقفت لمبادئك .. عالياً .شامخاً. . و زرعت في أسرتك الشموخ... و الإباء و عزة النفس...و الكرامة .
غبت أيها الكريم الجواد.. في يوم قائظ .. انطفأت شموع عمري ..  و غابت شمس ضيائي.. . وذبلت ورود حياتي.. تتساءلون من هو ؟ قمر مضيء... . يستمد كل من حوله الضياء.. و البهجة .. شجرة وارفه تظلل محبيه و رفاقه.. كريم  ... جواد. .. لم يبخل قط بمعرفة أو علم..  أو مال لمن معه أو حوله..  عزيز النفس.. . أبيٌ .. لم يحني هامته إلا إلى خالقه. .. مؤمن بعروبته و قوميته.  يعمل من أجل حرية بلده.. شامخاً .. متحرراً من ظلم و نير الطغاة.
صادقا في مشاعره. .. و كلماته .. لم يكن مراوغاً أو مهادناُ أو مخادعاً. .. أو منافقاً. واضحاً.. كوضوح الشمس. .. لم يتمكنوا من تكميم لسانه.. فقوله الحق..  و فعله الحق .. صادروا كتبه.. منعوا تداولها..واستمرعطاؤه الفكري .. في محاضراته  و لقاءاته العلمية .. و اجتماعات رفاق نضاله.. لم ييأس قط أو يستسلم  .. ففي اليأس و الاستسلام  نجاح لهم ..  و واصل  نضاله .. واستمر في عطائه  .. و نشر مبادئه و فكره بين طلابه..و زملائه .. و رفاقه. .. و أبنائه. .. فساروا على دربه. و حققوا ما كان ينادي به.. و يعمل من أجله .. إلى ليبيا الحرة المستقلة.
تعلمت منك أيضا الكثير .. الكثير.. و كله جميل . و أجمله الصبر .. كان صبورا على الشدائد .. قوياً على الألم .. ضاحكا .. مستبشراً... في أحلك  الليالي ..و أصعب الأيام  .
 أفتقدك .. أفتقدك إلى ما لا نهاية.. وعزائي في ابنتنا التي تحمل منك الكثير الكثير..  حين لم يبق لي إلا حبك الكبير ..زادي و زوادي لما تبقى من رحلة العمر .. و الى اليوم الذي نلتقي فيه عند بارئنا .
لم يمت فهو حي بكم.. فقد نثرت روحه إنسانيته فسكنت قلبي و قلوب  أصدقاءه و محبيه ..
ترجل الفارس يوم السبت 11 يوليو 2009 م و لا راد لقضائه.." فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً و لا يستقدمون " صدق الله العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق