إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 4 يناير 2012

حوار بينهما

الدوحة 28 / 5 / 1999

قالت  : ما بك واجماً متجهماً ؟ أين ابتسامتك ... أين حماسك ؟
قال   : تلاشت الإبتسامة .. و خفت الحماس .. و إنطفأ البريق ..
قالت : لماذا  ، هل من سبب  ؟
قال   : كثيرة الأسباب .. تطلبين الإنتماء ، و أنا أرى حولي كثير غير منتمٍ .. أنتمي  عندما أتساوى مع الغير ... لكن .. و ما وراء لكن ...مولود على هذه الأرض لأبٍ وفد إليها منذ خمسون سنة .. و ليس لي هوية .. لم أغادرها منذ ولادتي ... نتبرع بالكثير .. و انا      أحتاج الى بعضٍ من تلك التبرعات .. لا أملك سكناً .. أدفع رسوم الخدمات .. صحة ... تعليم .. كهرباء ... ماء  ..لأني " بدون " ..
قالت : الجميع يدفع  رسوماً  ..
قال  : بلى .. في المجتمعات الأخرى .. و لكن الأمر مختلف  ..
قالت : عجباً .. ثم  عجباً  .. و أطرقت ساكته ..
قال   : لماذا سكتي ؟؟ .. هل تفكرين مثلي .. في القادم ..
قالت : و ما القادم   ؟؟ هل هي مساومة على عروبة و قومية ؟؟
قال  :  السؤال هو كن أو لا تكون ..
قالت : إذن لا تقبل بأنصاف الحلول .. إما أن تكون عربياً  قومياً .. أو لا تكون ..
قال  :  و ماذا بقي من عروبتي .. إلا شعاراتها ..
قالت  : كلا  .. و ألف كلا ؟؟   إبتسامة طفلي .. و ضحكه إبنتي .. و سماع  صوت المؤذن يصدح في مدينتي .. و خشوع المصلين في المساجد  .. هو إسلامي  .. و عروبتي ..
قال  : كفى .. و صديقنا الذي سيغادر بعد أيام .. إلي أين سيذهب .. بعد ما يقارب ثلاثة عقود  في هذه الديار .. أتظنين أنه قادر على العيش في مكان آخر ؟؟ وهل سيسمح له العمر ببدء حياة جديدة ؟؟
قالت :  يقولون إنها القوانين .. عندما يصل بك العمر الى نقطة معينة .. تصبح كحصان السباق .. الذي إنكسرت رجله .. و شاخ .. وقرر البيطري عزله .. في حفل لائق .. قدم له الشعير .. و السكر .. و الماء .. ثم نقله الى إسطبل المتقاعدين .. و لم يبق له إلا التحسر على الأيام الخوالي .. التي كان محل التقدير و الإهتمام .. و الرعاية ..
قال  : كفى .. لا أستطيع أن أحتمل أكثر من هذا ..
قالت : حتى النقاش أصبح يرهقنا .. ويل لأمة ضحكت من جهلها الأمم .. و ضاق صدرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق