إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 يناير 2012

قصة الحب

قصه قصيرة ظريفة بعنوان
هكذا بدأت قصة الحب
للشاعر سلطان الرواد
كتبها عام 2001
وحازت على جائزة أفضل قصه قصيرة
على مستوى جامعات الخليج العربي

أترككم معها....
في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد
كانت الفضائل والرذائل،  تطوف العالم معا
وتشعر بالملل الشديد
ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية
اقترح الإبداع لعبة
وأسماها الأستغماية
أو الغميمة
أحب الجميع الفكرة
والكل بدأ يصرخ: أريد أنا أن أبدأ.. أريد أنا أن أبدأ
الجنون قال:- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد
وأنتم عليكم مباشرة الاختفاء
ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ
واحد ، اثنين ، ثلاثة
وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء
وجدت الرقة مكاناً لنفسها فوق القمر
وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة
وذهب الولع بين الغيوم
ومضى الشوق إلى باطن الأرض
الكذب قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم توجه لقعر البحيرة
واستمر الجنون:- تسعة وسبعون ، ثمانون ، واحد وثمانون
تابع الجنون:- خمسة وتسعون،  ستة وتسعون ، سبعة وتسعون
خلال ذلك
أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها
ماعدا الحب
كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي
وهذا غير مفاجئ لأحد ، فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب
 وعندما وصل الجنون في تعداده إلى:- المائة
قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحاً:- أنا آتٍ إليكم ، أنا آتٍ إليكم
كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت الرقة المختفية في القمر
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس
وأشار الجنون على الشوق أن يرجع من باطن الأرض
الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعد الآخر
ماعدا الحب
كاد يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن الحب
واقترب الحسد من الجنون ،  حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون
قال :- الحب مختف بين شجيرة الورد
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلب
 ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابع
صاح الجنون نادماً:- يا إلهي ماذا فعلت بك ؟
لقد أفقدتك بصرك
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب:- لن تستطيع إعادة النظر لي ، لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي
(كن دليلي)
وهذا ما حصل من يومها
يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق